- آه يا عليا شو صار معك؟
- خلص، مديرة المدرسة قبلت البنات عندها بس بطلوع الروح! حكت لي المدرسة مليانة والبنات في الصفوف قربوا يوصلوا الخمسين. بس حكيتلها إنه هاي أقرب مدرسة لبيتنا وإني راح أشتكي إذا ما أخذتهم لرضيت تقبلهم بالمدرسة.
- خلص مش ضايل غير ننقل الولد، أنا بكرة بحاول أطلع ساعة من الشغل وبنقل ملفه.
- بس والله يا خالد أنا مش متطمنة. خايفة هالمدرسة تطلع سيئة يعني شو خمسين بنت بالصف؟
- والله كويسة مو كويسة ما عادت تفرق. بدهم يكملوا تعليمهم بمدارس الحكومة أنا ما عدت أقدر على أقساط الخاصة!
********************************
- ماما يارا كيف كان يومك الأول بالمدرسة الجديدة؟
- ماما المدرسة كتييير كبيرة والصف مليان بنات، وضلينا طول اليوم قعدين ما عملنا إشي وما دخلت عالصف أي مدرّسة.
- يعني يا ماما مش معقول تاخدوا دروس من أول يوم.
- مش بس أول يوم، البنات حكولي إنهم أول أسبوع بيضلوا يتمشوا بالساحة وما فيه دراسة.
- وإنت حبيبتي ندى كيف المدرسة؟
- ما بحب المس، ضلت تصرخ علينا وتخوفنا وضربت البنات بالعصاية.
- معلش ماما ما تخافي بس إنت ضلي شاطرة ومؤدبة وهي بعدين راح تحبك.
********************************
- بابا بدي دينارين، بدي أعمل بحث لمادة الأحياء.
- بابا مش أول مبارح أعطيتك خمس دنانير حكيتيلي للأبحاث؟
- آه بابا هدول الفلوس أبحاث لغير مواد، ولسه راح أرجع آخد منك فلوس كمان للأبحاث الأسبوع الجاي.
- أنا مش فاهم ليش بتعملي كثير أبحاث؟ وليش بتدفعي فلوس كتير لتعمليهم؟
- بابا ما أنا بطبع مع البحث صور ملونة علشان يبين أحلى والمس تعطيني علامات عالية وصاحب المحل بيطلب كتير فلوس عالأبحاث الملونة.
- مين صاحب المحل؟ إنت يا بابا ما بتعمليهم بالبيت؟
- يوه يا بابا وليش أغلب حالي؟ بشتريهم جاهزين من صاحب محل الإنترنت اللي جنب المدرسة، خلص إنت أعطيني الفلوس وماما بتفهمك.
- يا خالد ما هو نظام المدارس تغير، مش دايماً إمتحانات، صاروا يطلبوا من الطلاب أبحاث ويعطوهم عليها علامات.
- شو يعني بيعلموا أولادنا يشتروا العلامات بدل ما يدرسوا ويمتحنوهم؟
- لأ طبعاً، مفروض الطالب يجتهد ويقرأ ويدرس المراجع علشان يعمل البحث، بس الطلاب ما بتغلّب حالها لإنه المدرسين ما بيقرؤوا الأبحاث بس بيتفرجوا عليه من برّه وبيعطوا علامة. يارا حكتلي إنه فيه بصفهم 48 بنت وأكيد المدرّسة ما راح تقرأ أي بحث بيعملوه.
- ممتاز والله، أنعم وأكرم! يعني فوق الفشل والغباء اللي عند أولادنا وكمان ما راح يفتحوا الكتب ليدرسوا للامتحان وفوق هاد كله دفع فلوس، لا والله يرجعونا عالنظام القديم ويمتحنوا الطلاب أشرفلنا، ودخيلك هالعملة كم مرة بدنا نعملها في السنة؟
- مش متأكدة بس يمكن أربع مرات.
- يا حبيبي! ما أنا قاعد على بنك لأشتري لأولادك أبحاث، هاد وكل اللي عنا ثلاثة! واللي عندهم خمسة ولا ستة بالمدارس شو بدهم يعملوا؟
********************************
- اهئ اهئ ... ماما ....
- مالك ندى حبيبتي؟ ليش بتبكي؟
- ماما فه بنات كبار ضربوني بالفرصة وأخدوا فلوسي، وحكولي بكرة راح ياخدوهم كمان، ماما ما بدي أروح عالمدرسة.
- طيب ماما إنت بتعرفيهم للبنات؟
- لا ما بعرفهم.
- لأ ماما خلص لا تبكي، بكرة بروح معك عالمدرسة وبشوف المديرة.
- عليا شو صار معك؟ رحت عالمدرسة علشان ندى؟
- آه رحت ويا ريتني ما غلبت حالي ورحت.
- ليش؟
- رحت عالمديرة وشبه طردتني، حكتلي روحي عالمرشدة النفسية أنا مش فاضيتلك.
- وبعدين.
- رحنا عالمرشدة وما كانت في مكتبها ونص ساعة وإحنا بندورعليها تلقيناها بتشرب قهوة مع المدرسات في غرفة الرياضة، ولما حكيتلها عن ندى صارت تضحك علي وحكتلي علشان هالمسألة التافهة جاية؟ وشو بدي أعمل لبنتك وهي مش عارفة مين البنات اللي ضربوها؟
حكيتها بسيطة إطلعي مع البنات عالفرصة وراقبي الوضع وشوفي مين البنات اللي بتسلطوا على هالصغار. فرطت من الضحك وحكتلي هاي اللي ضايل علي أشتغل مراقب على بناتكو! ودارت وجهها عني وكملت شرب القهوة وطنشتني ولا كأنه فيه بني آدمة قاعدة تحكي معها.
طيب إذا ما بدها تحل مشاكل البنات ليش معينة بالمدرسة؟ لتشرب شاي وقهوة؟
- لا حول ولا قوة إلا بالله، أصلاً الحق على نظامنا التعليمي الفاشل اللي بيعمل مدارس فيها من الصف الأول للصف التوجيهي في مبنى واحد وبيخلط كل هالأعمار سوى، كم دولة في العالم بتقسم المدارس الإبتدائي لحاله والإعدادي لحاله والثانوي لحاله، وفوق هيك مرشدة نفسية بدها إرشاد نفسي!
- طيب وشو بدي أعمل يا زلمة؟ البنت بتبكي واليوم رجعت معي عالبيت وما رضيت تدخل الصف.
- وأختها يارا وين عنها؟ نادي عليها ووصيها تدير بالها عليها وتقعدها معاها بالفرصة.
- طيب وبنتي عندها أخت أكبر منها، ولو بنت تانية ما إلها حدى يدير باله عليها شو تعمل؟
- ولا شي بتنضرب كل يوم وبتتعقد نفسياً من المدارس، وبتعيش مع العقد طول عمرها!
********************************
- خالد إلحقني، وسام من أول ما دخل هالمدرسة ما فتح كتاب ولا درس لامتحان، وعلشان تكمل اليوم كان في البيت من الساعة عشرة، قال شو! هرب من المدرسة!
- وله وسام، تعال لهون...
- نعم بابا.
- تعال أشوف ليش هربت من المدرسة؟ ليش؟
- بابا كل الصف هرب وما ضل غيري، يعني شو بدي أضل أعمل لحالي ؟
- ووين الأستاذ عنكم؟ ما كانت رحت وناديت الأستاذ ولا المدير قبل ما يهرب الصف؟
- بالله؟ بدك إياني أكون نذل وأفسد عن صحابي؟ وبعدين الأستاذ شافنا وإحنا بنط عن السور وما حكا إشي.
- عال والله! وكمان من فوق السور! مين هاد الأستاذ إحكيلي إسمه والله لأروح وأشتكي عليه.
- بحكيلك بس ما تحكيلهم إسمي لما تشتكي عليه، ترى الأستاذ هاد مجنون وبكرة بتقصّدني وبيرسبني!
- آه خالد، رحت على مدرسة وسام؟
- آخ بس آخ...، يا ستي رحت وبس دخلت المدرسة الله لا يورجيك شو شفت! المدرسة قايمة قاعدة والمعلمين صافين الكراسي في الممرات وبيشربوا قهوة وبيدخنوا، والطلاب بتراكضوا بين الصفوف وفيه طلاب كانوا في الساحة بيكسروا الأدراج وبيلحقوا بعض بالخشب المكسّر، أنا شفت هالمناظر وكان فيّ مخ وطار!
- وبعدين؟
- دخلت عالمدير وأنا معصّب وصرت أصرخ وصار بده يهدّيني، قال شو بيحكيلي ما يهمك بس هيك المدرسة بأولها بس إنت أعطينا كمن أسبوع لنضبط الوضع! وفوق ما أنا معصب صار دمّي يغلي وصرت أصرخ وأحكيله المدرسة إلها مبلشة شهرين متى بدك تضبط الوضع؟ لمّا تخلص السنة؟ وطلعت من عنده وأنا مش شايف الضو وحلفت يمين لأشتكيه للي أكبر منه، إنشاءالله توصل للوزير!
- يعني وين بدك تروح بكرة؟
- لا ما أنا مباشرة من بعد ما طلعت من عنده رحت على مديرية التربية والتعليم ودخلت مباشرة على مدير التربية وصرت أصرخ، وحاول يهدّيني ويا أخي ما يهمّك وطلب منّي أكتب شكوى خطّية وبعدين هو بيشوف الوضع! مفكرني ولد صغير وكله ضحك عاللّحى لمّا يبقى يشوف الوضع بتكون السنة خلصت!
- طيب، والحل؟
- وأنا طالع من عنده ناداني واحد من الموظفين كان سامع صوتي وأنا بصرخ، وحكا لي مدير هالمدرسة إشتكوا عليه كثير ونقلوه من مدرسة لمدرسة وما فيه فايدة! كل ما يروح على مدرسة بيسيّبها وبتخرب! وأحسنلك تنقل إبنك من المدرسة وأعطاني إسم مدرسة ثانية حكالي إنها منيحة وفيها تدريس ونظام، هي بعيدة شوي بس شو بدنا نعمل؟ الصبح وأنا طالع عالشغل بوصل وسام بالسيّارة والضهر بعلمه كيف يرجع لحاله بالمواصلات.
- يا سلام هاد هو الحل؟ ننقل أولادنا من مدرسة لمدرسة؟ يعني ما بتنحل هالمسألة من جذورها وهالمدير وهالمعلمين السيئين ينفصلوا من وظايفهم؟
- شو هاي ينفصلوا؟ هدول موظفين حكومة، واللي بيشتغل بالحكومة كبيت أبي سفيان من دخله فهو آمن! وما بيطلعه منه غير التقاعد!
- وهاي الأشكال ليش تتعيّن أصلاً؟ حتى يارا حكتلي إنه عندهم مدرسة علوم ما بتفهم الخمسة من الطمسة، وهاي كيف بيشغلوها وهي ما بتعرف تدرّس؟
- لإنه الناس بالحكومة بتتعيّن بالدّور، شو مفكرتيها مؤسسة خاصة بدهم يعملولهم امتحان مستوى ومقابلة شخصية؟
مع إنه والله المدارس هي أول مكان لازم يتطبّق فيه هالنظام، لازم يختاروا أذكى ناس وأحسن ناس لتدريس أولادنا ويعملولهم كمان تقييم نفسي قبل ما يوظفوهم! أحسن ما يضيع مستقبل أولادنا!
- خالد مشان الله! والله خايفة هالاولاد يضيعوا خلّينا نرجّعهم عالخاصّة، الله يخليك.
- رجعت تحكيلي خاصة! لا تجيبيلي هالسيرة مرّة ثانية، شو بدك أعمل؟ أقطّع حالي ولاّ أشحد علشان يروحوا ولادك عالخّاصة! ما شفت الأقساط صارت نار؟ وأقساط يارا لحالها تضاعفت مرتين لإنها صارت بالثانوي! هاد الموجود. بس إنت ديري بالك عليهم ودرسيهم، ومثلنا مثل ألوف غيرنا، ما نص الناس اللي كانت في الخّاصة طلّعت أولادها السنّة عالحكومة وما حدا أحسن من حدا.
********************************