31‏/05‏/2011

برديــــــات

نص أدبي نشر في مجلة الكرمل في عددها الثاني لربيع عام ١٩٨١م ... يروي حكمة فلاّح... وعلى الرغم من أنه كتب قبل ثلاثين عاماً، حتى أن كاتبه يدّعي أنه دوّن قبل آلاف السنين... إلاّ أنه يشبه شيئاً ما سمعته البارحة... إليكم النص الكامل:
"برديـــات" بقلم مصطفى هيكل..

هذه البرديات، عثرت عليها وحاولت التثبت من صحتها فلم أوفق، وأنا لست وحدولوجيا حتى أكشف عن زيفها فالأصدقاء الذين سألتهم عنها، أكدوا عدم سماعهم بها أو معرفتهم لقائلها أو موقعه من التاريخ. فعسى أن تأتي البحوث الأثرية بما يجلي غامضها، ويهدي إلى تبيان حقيقتها.

أنا الفلاح كــامــا
أنا الفلاح كاما الساكن بالقرب من تانيس، لم أفكر أبداً في أن يدوّن كلامي. ولكن المسؤول عن ذلك، هو الكاتب الذي أتى من المدينة، ليكتب ما يشاع عني من أقوال، مدّعياً أهميتها للتاريخ والأجيال.
أنا لا أعرف فائدة ما سيكتبه. لكنه أظهر حماساً عندما نصحته بالمجيء معنا للعمل في الحقل، لأن المعرفة عمل، ولأن عملي وعمل زوجتي وأولادي لا يكاد يكفينا.
فالحكمة التي تكتسب من عرق الآخرين مزيفة.
أرجو أن يكون قد كتب ذلك.

البخور
...............................
............كامـــــــا.........
إذا أردت يا ولدي أن تعرف مقدار المنحة التي تلقاها الكاهن، فانتبه إلى البخور، لأن جودة البخور من جودة العطايا.

الملعون
كثيرا ما كان كاما يقول:
المتكلم الذي لا يسمع ثرثار، والمعلم الذي لا يتعلم جاهل.
أما الإنسان، يا ولدي، الذي يأخذ ولا يعطي، فملعون ملعون، وناقص الإنسانية.

عادة الكلاب
قال كاما:
لا تظن، إذا رأيت كلبك يتمسَّح بين قدميك ويلعق نعليك بأنه طيب ولطيف.
وإنما يجب أن تعرف أن هذه هي عادة الكلاب.

النقود
كنت أتحدث مع كاما فسألته:
هل صحيح أن النقود لا رائحة لها؟
فأجاب غاضباً:
لا يا ولدي، النقود عمل وإلا فهي دم.

الحقيقة
....................... كاما؟.
أكثر شجاعة من قول الحقيقة عن فرعون، هو قول الحقيقة للفرعون.

الموت
قال كاما:
الموت يا ولدي نهر، إذا تعودت على الاستحمام فيه، فإن عرض حياتك سيكون أكثر من طولها، مهما طالت.

الواعظ
قلت لكاما:
ما أثقل واعظ المعبد! 
فقال:
بل ما أثقل الوعّاظ. نحتوا مثالا لم يستطيعوا أن يكونوه، فراحوا يصيحون لدى الآخرين، ليل نهار، ليكونوا مالم يكونوه. 

الغضب
أشار كاما مرة إلى أحد المارين في الطريق وقال:
هذا الرجل يائس حقيقي.
قلت:
ألأنه لا يستطيع الضحك؟
قال كاما:
لا يا ولدي، ما أكثر الذين يستطيعون الضحك. إنه لا يستطيع الغضب، وإن غضب، فإنه لا يستطيع الغضب من كل قلبه.

النسيان
قلت لكاما:
سمعتهم يرددون بأن النسيان رحمة
فقال غاضباً:
النسيان لعنة، لعنة يا ولدي، فالذين لا يتذكرون يكررون في المستقبل أخطاء الماضي وحماقاته.

اللصوص
قال كاما:
إذا أراد الحاكم أن أن يفتش عن اللصوص، فليبدأ بتفتيش حظيرته، لأن اللصوص الأذكياء يختبؤو في حظائر الحكام.

طنين النحل
عندما قلت لكاما ماذا يعجبك في طنين النحل، قال:
إن النحل لا يطن. إنه يقول: خير من يحب الخير، وجميل من يعشق الجمال، وعادل من يقاتل من أجل العدل. وعلى الرغم من ذلك، فإنهم يقولون بأن النحل يطن.

الحاكم
قال كاما:
تعذبت مرتين أمام الحاكم. مرة عندما سمعت نكتته السخيفة. ومرة ثانية عندما كان علي أن أنفجر بالضحك الطويل.

العدو
كان كاما يقول دائماً:
اكره عدوك بكل قوتك تنتصر عليه، لأن العبودية هي أن تألف العدو.

حكمة النملة
حكى كاما:
قال رجل لامرأته: اسمعي الحكمة التي تقولها النملة لزميلتها: ((سعيدة هي المرأة التي تطيع زوجها)). فقالت المرأة لزوجها: يا للجرأة إنك تقلب الكلام يا رجل. فالنملة تقول: ((سعيد هو الرجل الذي يطيع زوجته)).
والحق ياولدي أنها كانت تقول: (( النجدة النجدة، سقطت خشبة على ظهر النملة )).

الكلمة
سمعت كاما يقول:
الطاغية يأمر رجاله قائلاً: احصدوا الهمسات قبل أن تحصدكم الصرخات.
ولكن ما أسوأ مصيره، ظل يشنق الكلمات، حتى شنقته كلمة واحدة أرادها الجميع.   


28‏/05‏/2011

أسباب تأخر الزواج ؟؟؟

مساؤكم سعيد جميعاً...
من فترة وأنا غايبة عنكم لكن بيسعدني وبشدة أرجع اليوم وأكتب عن موضوعنا اللّي فاز في هاد الشهر ( لماذا يتأخر الزواج؟ ).. قبل ما أبدا وأدلي بدلوي كل الأرقام والإحصائيات اللي راح أدرجها معتمدة على حدسي الخاص وشيء سمعته أو  قدّرته، لكنها مش معتمدة على إحصائية علمية ومنشورة في المجلات.. يعني قبل ما حد يحكيلي من وين بتجيبي هالكلام؟

أولا لازم نعرف شو السن الملائم للزواج؟ وشو السن المفصلي اللي إذ تعديناه بنعتبر متأخرين؟
من وجهة نظري فالزواج قبل سن 22 مبكر، ليش؟ لإنه مش معقول تكون سنة رابعة جامعة ولسة بتحضر ستار أكاديمي وينفع تفتح بيت وتكون مسؤول عن أسرة!!!

لذلك ما بعد ال22 وحتى الثلاثينات مثلا وضع طبيعي ومقبول ومش تأخير.. يمكن السن المفصلي اللي الناس بتصير تحكي معه والله اتأخرتوا 35 ؟ على العموم المسألة قابلة للنقاش وبتعتمد على المكان وثقافة المجتمع.. وكون اللي بنحكي عنه بنت أو شب.. منكم اللي راح يختلفوا معي أكيد وكل واحد منا بيقدرها بشكل مختلف..

طيب ليش التأخير؟ الجواب بسيط وواضح بالنسبة إلي:

(( تردّي الحالة الإقتصادية ))

((والعلاقة طردية)).. كلما زاد الوضع الإقتصاي سوءاً تأخرنا أكثر وأكثر..

تعالوا يا جماعة نحسبها بالورقة والقلم.. عشرات الألوف بيعانوا من البطالة وإلهم سنين متخرجين وتخصصاتهم ما إلها شغل.. مئات الألوف من اللي بيشتغلوا رواتبهم ضعيفة خاصة إذا كانوا من موظفين القطاع الحكومي..
لو كان إلك 10 سنين بتشتغل وراتبك الشهري 350 دينار وبزيد بالليرة والليرتين كل سنة فأكيد راتبك ضعيف مع كل المتطلبات الي حواليك.. إفرضوا معي إنه هاد الموظف أبو 350 دينار قرر يتزوج، راح يفكر بالموضوع من 3 محاور..

أولاً: مهر العروس..
فرضاً العروس اللي راح يخطبها راح تاخد مهر منطقي ورقم مقبول مثلا 3 آلاف دينار.. بتصور إنه هالرقم مقبول لإنا بنحكي عن الناس العاديين والأثرياء غير معنيين هنا لإنه هدول ما عندهم مشكلة.. طيب وأخونا بالله ضغط على حاله وحوّش نص الراتب مثلا، بعد ما نحذف مصاريف المواصلات والأكل والشرب والدخان وكرت الموبايل.. فهيك بده سنتين أو أكثر بس ليجيب المهر..

ثانياً: أثاث البيت..
طبيعي بده أثاث ولو بسيط ليبدا حياته.. غرفة نوم وغرفة ضيوف وثلاجة وغسالة وفرن وبرادي وسجاد وأدوات مطبخ ووو.. بدها المسألة كمان أربعة آلاف أو أكثر؟؟.. بعدنا بنحكي بأرقام مقبولة للناس العاديين.. إذا علشان يجيبهم بده ينطر كمان ثلاث سنين..

ثالثاًَ: تكاليف الزفاف والخطوبة..
كل زيارة للعروس خلال فترة الخطبة بدها تكلف وهدايا ومشاوير.. وحجز قاعة أفراح للخطبة والعرس.. وفستان العروس وصالون التجميل والضيافة.. وحفلة توديع العزوبية.. هاي كمان ثلاث آلاف وبتجر معها سنتين من الإنتظار..

يعني المسألة على أقل تقدير بدها تكلف 10 آلاف دينار مقابل 300 ولا 400 دينار راتب بالشهر!! منيح منه الشب إذا بقدر يتزوج قبل سن الأربعين!! وطبعاً إذا هو اتأخر إحنا البنات أكيد راح نتأخر وإحنا بنستنى بحضرته تيجهز!!

طبعاً هاي البداية بس، ولسه بعد الزواج تكاليف الحياة اللي  بتستهلك راتبه كله من إيجار البيت والفواتير والمواصلات والأولاد.. طيب كيف بده ساعتها يعيش؟ زي المتصوفين؟ زاده العبادة؟

على الأغلب في هالحالة راح العروس تكون منتقاة بعناية، موظفة وإلها راتب ثابت.. طيب البنت اللي اتخرجت من سنين وما لقيت وظيفة.. ولا اللي ما كملت تعليمها أصلاً.. شو تعمل؟ تاكل هوا؟

المسألة عويصة ومعضلة كبيرة.. وكيف بدها تنحل؟ يعني لازم كل إشي يرجع يرخص علشان تقل التكاليف.. وهاد مستحيل.. طيب الرواتب تتضاعف والبطالة تنتهي.. مستحيلين.. طيب وبعدين؟

مشان هيك بالنسبة إلي هاد العامل الرئيسي والأهم، يمكن في أسباب ثانية بس ما بتشكل عندي هالأهمية العالية في مقابل هالسبب لأنه شريحة كبيرة ولا يستهان بها من المجتمع بتعاني من سوء الحالة الإقصادية..

دمتم بخير...