31‏/12‏/2012

النهاية دائماً جميلة..

- هذه النهاية مربكة!
- هذا ما اقتضاه سياق الأحداث..
- عليك أن تحسّنها بأحداث أخرى.
- النهاية تعني الاكتفاء. لا توجد أحداث أخرى..
- بإمكانك أن تكتب جزءاً آخر.. أو أجزاءاً أخرى..
- يستحيل علي ذلك.
- لم؟
- أنت تعرف أنها لن تكون بجودة القصة الأولى.. فكلّما ازدادت الأجزاء ازدادت الحكاية سخافة.
- افرض. لكنك على الأقل ستنال رضا القرّاء.
- هكذا إذاً.. علي أن أحقق أحلام القرّاء!
- نعم. ولا تتباطأ.. غداً تبدأ السنة الجديدة.. اشحذ أقلامك من الآن..

22‏/12‏/2012

خراريف

أول خرّافيّة: بياض الثلج

كان يا مكان فيه بنت بيضا كثير اسمها بياض الثلج عاشت مع مرت أبوها الشريرة اللي كانت تكرهها لانها حلوة وبيضا كثير، ولإنه مصدر الشر في العالم هو بنتين غيرانات من بعض كانت العيشة بالقصر مستحيلة، صحيح بياض الثلج بيضا كثير وكمان أميرة، فهربت بياض الثلج من جور مرت أبوها وراحت عالغابة.
في الغابة لقت بيت فيه سبع أقزام، حكتلهم حكايتها، فالشباب الطيبة أخذتهم الحميّة وحلفوا عليها يمين لتقعد معاهم بالدّار، وخدموها بإخلاص وتفاني زي ما أي شب مقدام لازم يعمل لمّا يصادف بنت حلوة بدها مساعدة.
مرت أبوها ما تركتها بحالها وصارت تدوّر عليها بدها تموّتها علشان تورث القصر لحالها، سألت هون وهون لحد ما اندلّت عليها، أخذتلها معاها تفاحة مسمومة واتنكرت بزي عجوز مسكينة، دقّت الباب وطلبت من بياض الثلج مساعدة، فساعدتها بياض الثلج لإنه طبيعي أي بنت حلوة لازم تكون كمان طيبة وبتحب الغير، راحت العجوزأعطتها التفاحة شكر إلها للمساعدة، فأكلتها بياض الثلج وغصّت فيها ووقعت وأغمى عليها.
هون تركتها مرت أبوها تموت على مهلها، وبجيّة الأقزام اللي لقيوها وحاولوا يصحّوها بس ما صحيت، فقعدوا يبكوا عليها لإنهم فكروها ماتت، وكان فيه أمير من بلد ثانية طالع يعمل جولة بين البلدان يدوّر على عروس وكان مارر بالصدفة من الغابة فسمع صوت البكا، وقّف وسأل عن القصة، هون الأمير طلع متعلّم إسعافات أولية، وقال لحاله هالبنت حلوة وبيضا كثير وبتستاهل أنقذها، ولو كانت بياض الثلج أغمق شوي كان تركها تغصّ وتموت، نزل عن حصانه ومسك بياض الثلج وعمللها انعاش وتنفس اصطنعاعي، فصحيت، وحكتلهم شو صار معها، فقال الأمير: هاي أكيد مرت أبوكي مش تاركيتك بحالك، سيبك منها واتجوزيني، أنا قصري أكبر وأحلى، هون بياض الثلج وافقت على طلب الأمير، لإنه أمير من مستواها وكمان أنقذ حياتها زي القصص الخرافية، وركبت على حصانه وسافرت معه، وراحت عالشباب الطيبة.

ثاني خرّافيّة: السندريلا

يحكى أنه كان فيه بنت اسمها سندريلا عايشة مع مرت أبوها الشريرة وبنات مرت أبوها البشعات، وطبيعي عالأكيد إنه مرت الأب شريرة دايماً، وطبيعي جداً إنه السندريلا هي الوحيدة الحلوة في القصة، وهي الوحيدة الطيبة لإنها حلوة.
كانت السندريلا تشتغل كل شغل البيت لحالها، وخواتها اللي من مرت أبوها ما بيساعدوها، وطبيعي إنه يكون في البيت أخت بطلع كل الشغل من قبّتها وفيه خوات ثانيات ولا عند بالهن.
أعلن أمير البلاد عن إقامة حفلة بده يلم فيها كل بنات البلد لتنقي أمه منهن وحدة تجوزو إياها، وطبيعي وجود مثل هيك مناسبات للمعاينه والاختيار، وقرّرت سندريلا تحضر الحفلة بلكي يختارها الأمير وتخلص من شغل الدّار، بس هي كانت فقيرة وما عندها فستان حفلة، فا طبيعي راحت لفّت على كل صاحباتها وجاراتها وقراباتها تا تستعير فستان خرج الحفلة، ولقيت واحد عجبها لبسته وعملت شعرها وحطّت مكياج، وراحت عالحفلة.
هون الأمير أعجب فيها من أول ما شافها، ورقص هو وياها ساعات وساعات، لحد ما دقّت الساعة 12 بالليل، زاحت السندريلا الأمير وراحت تركض لإنها اتأخرّت عن الدّار وبلاش تصير جريمة شرف، ولإنها ركضت بسرعة فا طبيعي إنها تتفركش إجرها وتوقع وتسحل كندرتها وتكمّل عالدار حافية من اللّخمة، ووصلت الدّار بستر وستيرة وما شافها حد.
هسا طبيعي إنه الأمير ياخذ كندرتها ويلفّ بين البيوت يدوّر عليها لإنه معجب فيها، بس مش طبيعي أبدًا إنه السندريلا هي الوحيدة في البلد اللي نمرة كندرتها 38، وباقي بنات البلد نمر كنادرهم 39 و 40 و 41 تا ما وحدة فيهن دخلت رجلها بالكندرة، ومش طبيعي أبدًا إنّه الأمير ما لقي وسيلة يميّز فيها السندريلا غير (الحذاء)، ومش قادر يتذكّر ملامحها وهو اللي رقص معاها ساعات وساعات، إلا إذا كان أصلاً مش مركّز فيها، برقص مع وحدة وبيتطلّع بوحدة وبغمز بوحدة، وهيك..
لمّا الأمير لقي السندريلا واكتشف إنها فقيرة بطّل يتزوّجها، وهيك اتعلّمت السندريلا بالطريقة الصعبة إنه ما حدا بينقذ حدا، وإنها لازم تنقذ حالها بحالها وتلاقيلها طريقة أذكى من هيك المرّة الجايّة.

ثالث خرّافيّة: ذات الرّداء الأحمر

كان فيه بنت صغيرة إسمها ليلى اشترتلها أمها جاكيت أحمر حلو كثير، كانت تحبّه وتلبسه دايما جوّا الدار ولمّا تروح عالمدرسة وحتى لما تنزل تلعب بالحارة.
في يوم من الأيام خبزت أمها كعك وحطّت منهم شوي بالسلّة ونادت على ليلى وحكتلها وصيلهم لجدّتك. هون ليلى على طول لبست الجاكيت الأحمر ونزلت ركض على بيت الجدّة.
لمّا وصلت البيت لقت الباب مفتوح، ونادت على جدّتها، بس جدّتها ما ردّت، سمعت ليلى صوت مخيف طالع من غرفة جدّتها، فدخلت الغرفة ولقت الذيب، هون ليلى ارتعبت و رجعت عالبيت ركض وحكت شو شافت لأمها وأبوها.
أبوها لمّ كل رجال العيلة  ونزلوا على دار الجدّة بالمسدّسات والسيوف والكريكات، ولمّا وصلوا ما لقيوا الذيب لإنه مش معقول لحد هسه بستناهم، والجدّة ماتت وشبعت موت، لإنه أي حدا بياكله الذيب عالأكيد بيموت. 
الكل زعل عالجدّة، وليلى بكيت كثير، ودفنوا اللي ظلّ منها، والكعكات اللي كانن في السلّة وزّعوهن عن روح الجدّة.

رابع خرّافيّة: بوكاهانتس

المفروض في هاي الخرّافية إنه جون سميث وبوكاهانتس بيحبوا بعض، لإنه الحب ما بيميز بين عرق ولون ومستوى أو قبيلة، بس اللي صار فعلياً إنه بوكاهانتس كانت مجرّد علاقة عابرة، لإنه جون سميث بعد فترة سافر بناءً على طلب الملكة لمستعمرة ثانية وما رجع أبداً. 
بوكاهانتس تعبت وهي بتستنا جون سنة وسنتين وثلاث، فكرته مات فاتزوّجت ببساطة انجليزي ثاني، وكان إلها منه والد.
هاد الثاني أخذها بالسفينة لإنجلترا لتقابل الملكة، والبلاط الملكي كلّه كان متحمّس لمقابلتها، ليشوف قصة نجاح الإنجليز في ترويض وحوش العالم الجديد، يعني على بلاطة كانت رايحة للإنجليز تا يضحكوا عليها.
هناك في البلاط الملكي قابلت جون سميث وعرفت إنه ما مات، سلّم عليها وقالها: زورينا.
هون بوكاهانتس صارت بين نارين، نار الحب الأول ونار الوفاء لزوجها، وظلّت طول الليل تفكّر.
لمّا طلع الصبح الله هداها وقالت لحالها: خلّي العقل منك يا بنت، اللي عرفك أكيد عرف بعدك سبعين وحدة، ما إلك غير جوزك وأولادك، وأهلك اللي بيستنوكي هناك.
وفعلاً ظلّت وفيّة لزوجها، وركبت معه السفينة تترجع للعالم الجديد، بس المسكينة ماتت عالطريق.

خلص بيكفيكو خراريف.. انطمّوا ناموا..

16‏/12‏/2012

هذربة 2012

مضى وقتٌ كنا نعيش فيه حرفياً فوق الأشجار.. وكنّا "دايرين" طول اليوم في الحارة.. كان جميع أبطال الكرتون يبحثون عن أمّهاتهم.. جعلتنا هذه المسلسلات عاطفيين.. كنت أبكي بسبب وبلا سبب "دايماً دموع".. في عيد ميلادي التاسع عشر انتحبت لأنني لم أعد طفلة.. ومع الوقت توقفت عن البكاء.. في عيد ميلادي الثلاثين لم أشعر بشيء.. وغادر جميع أبطال الكرتون إلى العوالم المتوازية.. والظاهر أنهم جميعاً "مقطوعين من شجرة"..

كان البيت ينتج كل الفواكه الشتوية والصيفية.. وحتى لو لم تزرع صنفاً ما فلن يفوتك صحن "الاستفقادة".. كان أبي يقنّب العنب.. وجدّتي ترابط ظهر كل يوم تحت شجرة الليمون "بتنطرها" خوفاً من أن يغزوها أولاد المدرسة.. اقتلعنا شجرة التين لتنمو مكانها غرفة مع منافعها.. وقطعنا شجرة التوت لأن أمي قرّرت إنها "بتوسّخ وبتجيب ذبّان".. ماتت شجرة الليمون بموت جدّتي.. واستشهدت أشجار العنب تباعاً بعد والدي.. وهذه "حقيقة علمية".. واليوم صارت كل الفواكه تـُشترى من السوق..

كان لجدّتي غطاء رأس أبيض عريض من القطن الخالص.. يغطّي وجه السماء إذا ما ثبّت على حبل الغسيل.. وشعرها ملتهب من أثر الحنّاء.. ولثيابها رائحة موغلة في القـِدم.. وفراشها من الصوف.. وكانت تقيم كل الفروض والنوافل بـ "قل هو الله أحد".. للجدّات اليوم مفهوم مختلف.. أمّي صارت جدّة.. تقرأ وتكتب.. وتصبغ شعرها بـ "غارنييه".. تلبس طقماً من ثلاث قطع.. انتقائية في كلامها وأفكارها.. وتطمس كل شيء بالعطور الفاخرة..

كانت أفواهنا تطحن أي شيء.. وكانت العائلة تأكل من الطبق الواحد.. كنّا نلتهم البطيخ من "الحزّ" مباشرة.. ونلفّ "الدّوالي" سندويشات.. واليوم صرنا "صحّيين" ومتحضّرين.. لكل منّا طبقه.. والبطيخ مكعبات مهذبة تؤكل بالشوكة.. حتى قناعاتنا بأننا لا نستطيع أن نعمل شيئاً غيّروها بكل برامج تنمية الذات والفاعلية.. وأرهقونا بالقدرة على التغيير.. والعادات السبع.. وكورسات الشخصيّة الكارزمية..

كان التلفاز ينام في منتصف الليل.. وكانت السياسة من المحرّمات.. اليوم الجميع يهذي بالسياسة.. وصار حلالاً أن تسبّ الحكومات.. حكومات تتغيّر.. ودول تـُقلب.. ودساتير تـُكتب.. إسرائيل كانت عدوّاً جبّاراً.. يحتكر النصر ويتوّجه بالمجازر.. واليوم هي تـُهزم مع احتفاظها بحقّ المجازر..

كان الهاتف ملكاً "لمن يجرؤ".. واليوم "الهاتف للجميع".. بالأمس كانت الهواتف عاديّة.. واليوم جميع الهواتف ذكيّة.. في الصباح فقط كانت الهواتف الذكيّة باهظة.. وعند الظهيرة "تنزيلات".. بالمناسبة.. "شكراً كوريا الجنوبية"..

خطر لي اليوم أن أندم على ما مضى من لحظات الفهم والذكاء والهدوء والطموح .. كان عليّ أن أكون أكثر جموحاً وجنوناً.. ولو عاد الزمن فلن أغيّر شيئاً.. لأن بعض الأمور سنن كونية وثوابت لا تتغيّر.. فـ "اللوح بيظل لوح"..
من الثوابت أيضاً ارتفاع أسعار الذهب.. وأنيميا الـ بي 12.. وأنّ الصناعة الألمانية هي الأفضل على الإطلاق.. وأنني لن أصبح أبداً أميرة.. 

هي مجرد هذربة.. بمناسبة نهاية العام.. أو نهاية العالم.. 

15‏/12‏/2012

قلبي الضعيف لا يحتمل

بصراحة ما عدت أتحمّل ( المُسْـتـَشقـِرات ).. وشو مشكلة المرأة العربية مع الشعر الأصفر؟
حضرت عرس من أيام وكان فيه بطلع خمسين ( تينا تيرنر ).. عيوني وجعتني و قلبي كمان..
بعدين مش المفروض إنه هالموضة انقرضت؟
يا عمي مش لابقلك.. لوني شعرك بتنجاني أهون..

10‏/12‏/2012

أصمعيات

سأل الأصمعي (*) أعرابياً: لم تسمّون أولادكم بشرّ الأسماء، وتسمّون عبيدكم بخيرها،
فردّ الأعرابي: إنما نسمّي أبناءنا لأعدائنا وعبيدنا لأنفسنا.

ومما كانت العرب تسمي به أولادها: حرب ومرّة وكليب ومعاوية، أما العبيد فمن أسمائهم: مرزوق ومسعود وميمون.


 (*) الأصمعي: هو عبدالملك الأصمعي (740 م - 828 م)، ولد في البصرة وتعلّم فيها، حفظ لغة البدو ولهجاتهم، وعهد إليه الرشيد بتعليم الأمين، من مؤلفاته: الفرس والأراجيز والميسر ومجموعة الأصمعيّات، ولولاه لكنا فقدنا الكثير من دواوين العرب وأشعارهم.
 

08‏/12‏/2012

القراءة للجميع


 تبدأ غداً فعاليات مهرجان القراءة للجميع في جميع محافظات المملكة ولمدة خمسة أيام.

تباع الكتب بـ 25 أو 35 قرشاً.

للتعرف على عناوين الكتب ومراكز البيع: