08‏/04‏/2011

أحلام


على مقعد السنة الإعدادية الأخيرة.. والأشواق تملؤني وغداً أنهي الثانوية وبعده..
تأخذني الأحلام.. وسأصبح وسأصبح.. وأكاد أسمع أحلام كل من حولي..
فرح وعبير مهندسات.. سلمى وليلى ممرضات أو طبيبات.. رانيا شرطية أو موظفة.. وحتى "أحلام".. كانت تملؤها الأحلام..

كانت تجلس بعيدة عني قليلاً.. في الدرج الثاني قريباً من الشباك.. في الواقع لم أكن أعرفها جيداً.. وكان أمراً مخجلاَ.. عرفتها فقط يوم ودّعت أحلامها.. وودّعتنا بعيون تملؤها الدموع..

والدها الشرير.. سيزوّجها بعد أيام.. هو ممن يؤمنون بزواج الصغيرات.. نعم كنّا مراهقات لكن ما زلنا صغيرات.. وهو.. إنه شرير.. متسلط.. حقير.. قاتل.. لم يأبه برفضها أو رفضنا.. وفعل فعلته!
مالنا وهؤلاء الرجال؟ كانوا عالماً آخر.. كان الزواج فكرة مرعبة ومقرفة في ذات الوقت.. أسفنا لحالها وبكينا بحرقة مثلما بكت... وغادرت بلا رجعة..

مرت أيام.. ومنا من ركب حلمه ومنا من فاته..
أما أحلام فلم أسمع عنها شيئاً منذ ذاك اليوم.. 

.. منذ أيام.. تحدثت مع مراهقات بعمر أحلام.. فسألتهن عن الأحلام..

فرح وسلمى يحلمن بأن يصبحن جميلات.. وليلى وعبير يحلمن بأن يستيقظن متزوجات..
أحلام تحلم بقصر "آل أوغلو" والمصباح السحري.. وهناء تبكي بحرقة.. فهي لم تجد ال(بوي فرند) بعد..
والدي شرير.. رجعي.. معقدّ.. ما أدراه ما الحب؟ يرفض تزويجي! هل تصدقين؟

تلوت عليهنّ قصة أحلام.. فضحكن من سذاجتي.. أين ألقت بي الأحلام؟ وأين صارت اليوم أحلام..
تنهّدنا بعمق.. أغلقنا عيوننا.. تصوّرن أحلام وأنا تذكّرتها.. هنّ ابتسمن وأنا عبست.. هن تمنين أن يكنّ مكانها..
وأنا تمنّيت لو عرفت.. ماذا حلّ بالأحلام؟