30‏/07‏/2011

دعوة للتعايش

حزنٌ.. كربٌ.. بؤسٌ.. أسى.. 

نخال حقاً أنه موجود.. ونظنّ حقاً أن شخصاً ما يعيشه..
فقير ربما.. أو مريض على فراش الموت..
لكن هل هو حقاً يعيشه؟

جميعنا نعرف الهموم.. لكن، هل نغرق لهذه الدرجة في الحزن ونعجز عن الفرح؟

حتى الفقير يبتسم ويعيش يومه وله صحبة وخلاّن.. وحتى المريض يفرح ويتأمل الشفاء..
والطفل يفرح.. والمرأة والرجل والعجائز.. وجميعنا نمضي ونعيش..

أمّا بؤس الشعراء وكرب الروايات وحزن المغنين ودراما الأفلام.. والتغنّي والتلذّذ بالألم.. مجرّد ترّهات ومبالغات لا نعيش مثلها في الواقع..  

ثم ماذا لو عجزت عن تغيير يومك؟ وماذا لو عشت في ذات الحال للأبد؟ ماذا لو ينقصك الكثير؟ وماذا لو قُدّر لك أن تعيش مئة عام؟
ستعيشها بطبيعة الحال... أولا تعيشها وتتقبلها تماماً كما هي.. أم تقضيها لاعناً ساخطاً؟ 

هذه ليست دعوة للمثالية.. وليست دعوة للتفاؤل المفرط..
إنها دعوة للتعايش..
دعوة للتصالح مع نفسك.. ومع يومك.. ومع غدك.. وتعيشه كما ينبغي أن يُعاش..




23‏/07‏/2011

المرأةُ الصَّخرة

للكـاتب الأردنـي الـراحـل: مـحـمـد طـمّـلـيـه

أنتِ. هات كل ما لديكِ. ((أطناناً)) منكِ. ((أونصات)) و ((سبائك))، ما يزن ويعادل كل النساء. وما مجموعه امرأة واحدة فقط: أنتِ، ليس إلا.

أنتِ بالكامل، دون نقص بل زيادة: أضيفي مقدار ملعقة الندى، ورشّي رذاذاً، وضعي في المقلى شريحة من الغيم: دعي الطنجرة على نار هادئة. ثم أسكبي دمعي كي تنضج ((الطبخة)). وهذه لا تؤكل بـ ((الشوكة والسكين)). وإنما بعشرة أصابع أبصم بها أنني ((أحبكِ)).

أنا جائع، فكليني. واشربيني لأرتوي: حدّ الشبع والتخمة وما تزال بي ((خصاصة)) للماء والهواء... وأنتِ.

ها أنا أكتب شعراً، مع أنني ناثر: أنثريني، وانشريني على حبل غسيلك كي أقطر شوقاً للماء، أو جفّفيني مثل ((بامياء)) ملظومة في خيط يتدلى من السقف في ((غرفة الخزين)). وأنتِ ((الخزنة)). و ((المذبح)) وكل ((البتراء)).

((بترا)). ((المرأة الوردية)): امرأة منحوتة في الصخر: كوني أشدّ صلابة كي يرتطم رأسيِ بكِ، فأصحو عليكِ.



19‏/07‏/2011

أذنــــــــــــــــــاب

أذناب.. قصة من جزئين سبق لي نشرها قبل عام تقريباً، أعيد نشرها اليوم كهدية لكل "القرفانين" من عملهم اليومي شاملاً ذلك مدراءهم و زملاءهم، وهدية للخريجين الجدد، المستجدين على بيئة العمل.. رين و الرصاصة...

...(1)...

اجتمعوا في الساحة أمام المبنى وهتفوا " لا لنقل أبو حسام"، اعتصموا ذلك اليوم ورفضوا دخول مكاتبهم،" القرار تعسّفي" صرخوا... رفضوا قرار الإدارة العليا بنقل مديرهم، كتبوا العرائض، تظلّموا، طالبوا بإلغاء القرار... أعادوا الكرّة في اليوم التالي واليوم الذي يليه... ولكنّ قرار الإدارة العليا كان نافذاً.

ذرفوا الدموع يوم الوداع، " ما مر علينا أحسن منك يا أبو حسام"، " راح نستفقدلك بس شو طالع بإيدينا". ركب سيارته ورحل وفي اليوم التالي وصل المدير الجديد.

كأي مدير يريد "أبو سند" أن يفرض سيطرته وهيبته من اليوم الأول، لذلك عقد اجتماعاً طارئاً منذ لحظة وصوله: " المهم عندي الالتزام، التزم بمكتبك ومهامك، لو سمحتوا ما حدا ينقل حكي عن الثاني، أنا لحالي بعرف الموظف اللي بيشتغل من اللي بايعها... ما راح أتهاون مع حد، ما فيه غياب بدون عذر، اللي بيغلط بيتحاسب، الكل تحت القانون حتى أنا..."

-" ماله هاظ عاصص على حاله هيك؟ "
-" خلّيه يا زلمة يحكي، مين اللي راح يرد عليه؟ طول عمرنا بنعمل اللي بدنا إياه وبس. "
-" هسه لو خلّولنا أبو حسام مش كان أحسن؟ "
-" اسكت واتركنا من سيرة أبو حسام من كثر ما كنّا نحبّه؟ "
-" مين حكالك إني بحبه، بس اتعوّدنا عليه وفهمنا كيف نعامله، هسه بدنا نبدا مع هاظا من جديد."

مرّت بضعة أسابيع وبدأت العقوبات تحلّق فوق رؤوس الموظفين، جلس عصام وعبدالله يتناقشان في الأوضاع الجديدة، فإذا بمحمد يدخل وعلامات الغضب واضحة على وجهه، "شفتوا هالمدير هالابن ال !!!!!!! خصم من راتبي وكلّه افترى وتبلّي".
-عصام:"حالي من حالك. "
-محمد:" طيب شو بدنا نعمل؟"
-عصام:"ولا شي بندخل عليه وبنتأسّف وما بنعيدها وسامحنا."
-محمد:"لا والله ما بعتذر، والله غير أشتكي عليه."
-عبدالله:" سيبك من هالحكي الفاضي، شو راح تعملك الشكوى؟ راح يحط حطاطك بزيادة، خلص اتأسفله وراح يلغيها."
-محمد:"يعني اتمسّح وأترجّى!"
-عصام:" يا زلمة الحياة كلها هيك بدها مداراة، والإيد الّي ما بتقدر تعضها بوسها "
-محمد:"أصلاً مش جايب أجلنا غير أشكالك وأشكاله، أنا غلطان اللي جيت وحكيت معاكو، سلام."

نظرا لبعضهما البعض وأغرقا في الضحك على محمد المسكين الذي لا يدرك أين تكمن مصلحته، وخرجا متوجهين صوب مكتب المدير، دقّا الباب ودخلا، وكان المدير يتحدث بالهاتف والسماعة على أذنه...

"أبو سند بدنا نحكي معك"
طيب اتفضّلوا - أبو رياض برجع بحكي معك بعدين" وأغلق سماعة الهاتف.

بدأ عصام وعبدالله بالترجّي وإلقاء عبارات الأسف والندم وتعهّدا أن لا يعيدا الكرّة فسامحهما المدير وخرجا من عنده سعيدين، عند الباب: " اتفضّلت علينا سيدي... اتفضّلت."
عصام:"شفت كيف انبسط واحنا بنمجّد فيه، شفت قدّيش كبر راسه وانتفخ؟"
عبدالله:"انسى المهم التغت العقوبة، بس كل ما بدنا نشوفه بدنا نسلّم ونأهل... الله يعينّا!"

بدأ عبدالله وعصام رحلة الألف ميل في كسب ثقة المدير الجديد، لم يكتفيا بتملقّ المدير بل تحوّلا بعد فترة لساعديه الأيمن والأيسر. من مكتب لمكتب وبأسلوب استخباراتي كلاسيكي كانا يوكِلان الشتائم للمدير ويغرقانه بالانتقادات، فإذا ما بدأ الموظفون بالاستجابة حفظوا كلامهم ونقلوه في ثوان للمدير. أصبحا في غضون أشهر منافسين جادّين لمراسلي الجزيرة وال سي ان ان، لم يغفلا عن حدث مهما كان صغيراً. ولم يخل الأمر طبعاً من انتقاد المدير القديم، "والله احنا محظوظين فيك يا ابوسند، والله ابو حسام ما قدر يعمل اللّي عملته"، "ابوحسام كان متسلّط" ".. كان مدير ضعيف ما عنده قرار.." وهكذا (كُلَّمَا جَاءَت أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا).

وعندما سُئِل عصام وعبدالله عن السبب الذي دفعهما لمثل هذه التصرّفات علّل عصام:" كل المدرا مريضين نفسياً، الواحد منهم ما بيشعر بقيمته إلاّ إذا دخلت عليه اترجّيته أو مدحته، والمصلحة بالنسبة إلنا متبادلة، هو بتتحسّن نفسيته وبشعر بقيمته وإحنا بترتقع أسهمنا عنده وبيعمللنا اللّي بدنا إيّاه، وزي ما قال المثل يا عزيزي ’نفّع واستنفع‘".

طبعاً لم يدم الحال طويلاً، فمع كثرة الشكاوى في حقّ أبو سند قرّرت الإدارة العليا نقله من دائرته عقاباً له، وتكرّر المشهد مرة أخرى، اعتصم الموظفون واجتهدوا في توقيع العرائض وهتفوا، لكن لا فائدة، بكى الجميع بكاء تملّق ونفاق وهم يودّعونه، إلاّ اثنين منهم، كانت دموعهما حقيقية ووجعهما حقيقياً:

فقد أدرك عصام وعبدالله أنّ عليهما الآن أن يبدءا من جديد...


... (2)...

...
وخرجا متوجهين صوب مكتب المدير، دقّّا الباب ودخلا، وكان المدير يتحدث بالهاتف والسماعة على أذنه...

 " أبو سند بدنا نحكي معك ".
" طيب اتفضّلوا - أبو رياض برجع بحكي معك بعدين " وأغلق سمّاعة الهاتف.
بدأ عصام وعبدالله بالترجّي وإلقاء عبارات الأسف والندم وتعهّدا أن لا يعيدا الكرّة، فسامحهما المدير وخرجا من عنده سعيدين، عند الباب: " اتفضّل علينا سيدي ... اتفضّلت".

رفع أبو سند سمّاعة الهاتف وعاود الاتصال بصديقه أبو رياض.
-" سلام، مالك يا زلمة ليش سكّرت التلفون ؟ "
-" دخلو علي موظفين، قلت بخلّص منهم وبعدين برجع بحكي معك ".
-" شو بدهم؟ "
-" ولا شي ، اثنين مسّيحة جوخ، اجو يترجّوني ارفع عنهم العقوبات. "
-" بتعرف يا أبو رياض هذول الموظفين بيذكروني بدورة حياة الضفدع ".
-" كيف يعني؟ "
-" الموظف فيهم بيكون زي أبو ذنيبة أوّل حياته بيظل يهز بذنبه جوا المستنقع اللّي عايش فيه علشان يصل من مكان لمكان، بعد فترة بيبدا يتطوّر ويكبر، بصير جلده أخضر ومرطّب، وكل ما مر عليه وقت أكثر بيصير شكله مقزّز أكثر. لكن طِلع أو نِزل بيظل ضفدع! "
-"ههههههههه، ضحكتني يا زمة، والله عجبتني. بس يا أبو سند مش إنت كمان موظّف ؟"
- " لا. أنا لحقتني نظريّة التطور وصرت هسّه حوت. "
-" هههههههههه، بتعجبني يا أبو سند. "

خلال عمله كمدير للدائرة عقد أبو سند الكثير من الاجتماعات الخفيّة، وجنّد العديد من الموظفين المخلصين له من الوصوليين، و لم تكن العقوبات التي أتحف بها موظفيه إلّا وسيلة لاستقراء ردود أفعالهم ليتمكن من تحديد الحاشية المناسبة، ونجح نجاحاً باهراً في فرض سيطرته على المكان من خلال تجسيد معاني الشلليّة وضرب الموظفين ببعضهم والتفرقة بينهم.

عندما سُئِل أبو سند ما الذي يدفعه لمثل هذه التصرفات، قال معلّلا: " هذول الموظفبن مريضين نفسياً وشخصياتهم مهزوزة، ما بيشعر الواحد فيهم إنه بيسوى وعنده كيان إلّا إذا لقيله حدا كبير يستنجد فيه ويركن عليه، وبالمقابل وزي ما انت شايف أنا بعرف كل شي بينطبخ وبينقال بهالدائرة وأنا قاعد ورا مكتبي، وزي ما قال المثل: ’يا بخت من نفّع واستنفَع‘ " .

سلوكيات أبو سند السيّئة لم تصبّ في مصلحته، فقرّرت الإدارة العليا نقله من دائرته عقاباً له. وغضب أبو سند غضباً شديداً، وأراد رفض القرار لكنه لم يتجرأ أن يواجه الإدارة، فاستنجد بحاشيته لإثارة الفوضى ورفض القرار والاعتصام وتوقيع العرائض، واستجاب الأغبياء لمطالب زعيمهم وهم لا يدركون أنه قد وضعهم في الجبهة الأمامية في المواجهة واختبأ وراءهم ليحفظ لنفسه خط الرجعة. ولكن دون جدوى...

رغم أنفه أُجبر على ترك دائرته، وقبل أن يركب سيّارته ويبتعد، نظر لجموع الموظّفين المودّعة له ودموعهم تسيل على خدودهم، نظر إليهم باشمئزاز وقرف وقال في نفسه:

"صحيح بتظلكو ضفادع ! "


17‏/07‏/2011

أنــــا...

من أنا؟
أنا جلجامش.. لن تنتصري علي يا عشتار.. لن تقتلي أنكيدو.. سأطعمه زهرة الشباب وسأسحق الأفعى.. وسنركب البحر سوياً.. سنبحر في فـُلك نوح حتى شواطئ قرطاجة.. فأنا هنيبال.. وسأسحق روما.. وسأدوس الخونة أيضاً بالفيلة.. لن يتآمر علي أحد.. وسأنتصر.. سأحرق روما.. فأنا نيرون.. وأنا قورش العظيم.. العالم كله ملكي.. حتى إنجلترا.. وسأهزم الملك آرثر.. وسأطيح بروبن هود.. وسأسرق ليديا.. وسنركب معاً الباص الأحمر ذو الطابقين حتى فرساي.. وحبيبتي أوسكار تنتظرني عند حائط الباستيل.. فأنا أندريه.. ولن تقتلني الرصاصة.. فأنا أرتدي سترة واقية.. ومعاً سنقود الثورة.. وسنحرّر العالم.. وسنحكم العالم.. أنا وأنت.. أنا ملك وأنت ملكة.. وأنا.. من أنا؟.. أنا كاتم صوت.. في مسدس قاتل مأجور.. وأنا سيارة مفخخة.. وأنا..
.... 
إييييييه.. طيب يمّه هلكتيني.. هيني جاي.. 
....

من أنا؟
أنا الظاهر عمر .. وكل يوم أ ُحشد إلى المدرسة.. وأنجو... نعم.. أنجو... وأخوض في اليوم الواحد غمار عشرات المشاوير.. قصدي.. المعارك.. من أجل أمي وجدتي.. من أنا؟ من أنا؟ 


أنا بطل أسطوري !


13‏/07‏/2011

كرتـونة تـايـد

شورت قصير كحلي و"شبشب" بني رخيص.. في قمة الشارع قرفص محمد وأخذ بربط الكراتين.. " عبوده .. جيب معك سكّينة".. يخرج عبود من باب الدار مسرعاً حاملاً السكين.. يتوجه أسفل شجرة التين التي يستفيء بظلها 15 كرتونة هي حصيلة مرابطة محمد وعبود كل مساء أمام الدكان.. يلتقط كرتونة تايد وكرتونة شيبس البوشار ويسرع باتجاه محمد.. وينهمكان بالقص والتربيط.. 

ترصد سلمى المشهد من الشباك وتنطلق كالقذيفة نحوهما.. فستان أحمر قصير جداً و ربطة شعر بيضاء في قمة الرأس ترفع شعرها الأشقر عالياً ليسقط في كل الأنحاء كنافورة ماء.. وقدمان حافيتان..

سلمى: " بدي ألعب معاكو.."
محمد: " أفففف.. ما أزنخك.. فش يوم نطلع نلعب فيه إلا وبتنطيلنا.."
عبود: " اسمعي.. بالأول دورنا أنا ومحمد وبعدين بيجي دورك."

يرتمي كلاهما على بطنه فوق مزلاجين من الكرتون ويرفعان اليدين والساقين عالياً.. " يللا يا سلمى دزّينا" .. تمسكهما سلمى من رماّنة الساق وتدفعهما تباعاً.. ويتزحلقان بسرعة نزولاً في الشارع الضيّق.. صراخ وضحك عالٍ جداً.. 

سيارة سوداء كبيرة تقلّ رجلاً بربطة عنق ونظارة شمس وطفلتين.. " شكلنا يا بابا ضيعنا الطريق..." يصمت الرجل برهة ويفتح النافذة فيرى طفلين.. راما و نادين أيضاً تنظران للطفلين.. تفتح نادين النافذة وتقول باستهجان.. " شوفي شو بيعملوا ! "..

ينادي الرجل على الطفلين فيقتربان.. " يا شطّور ناديلي أبوك من البيت".. يسرع عبود نحو المنزل لينادي والده.. ويقترب محمد من النافذة الأخرى فيرى بنتين.. ويبتسم.. " تعالوا إنزلوا إلعبوا معنا ".. فتردّ إحداهما بقلق.. "إحنا ما بنلعب في الشارع !" .. وتغلق النافذة..
يعود عبود برفقة والده.. ويتحاور الرجلان حول اتجاهات وإرشادات ما.. وتنطلق السيارة..

تنظر نادين لوالدها.. " بابا.. شفت هدول الأولاد.. بيتزحلؤوا عالكرتونة بالشارع" !
" معلش يا بابا.. هدول  يا بابا فقرا.. ما عندهم سكيتس.. مساكين.."
فتنطق الأختان معاً وبتنهيدة مشتركة.." يـا حرااااام".. 

يشدّ محمد عبود من يده.. " شفت.. كان فيه في السيارة بنات.. حكيتلهم ينزلوا نلعب بس ما رضيوا.."
" ليش؟ شو ما لهم؟ "
" مش عارف.. ما بدهم ينزلوا من السيارة.. شكله أبوهم حابسهم.. مساكين.."
" بيحزنوا.. شكله أبوهم شرير.." !
وبأسى مشترك.. " يــا حراااام "..

"اسمع.. هاي سلمى فضحتنا.. إلها ساعة بتصرخ.. يللا نروح ندزها.."
"أنا راح أروح قبلك.. هاي .. سبقتك.. آنا الأول..آنا الأول.."
" إيه اسبقني.. عااادي.. أصلاً.. الأول حمار.. واللي بالآخر شطّار.. الأول حمار.. الأول.."

12‏/07‏/2011

حالٌ و مُحالْ



أغرب الأماكن هي التي لم نزرها بعد... وأمتع الأحلام هي التي لم نغفو قبلها بعد..
أبلغ الكلمات هي التي لم نقرأها بعد... وأرق الأحبة هو الذي لم نعشقه بعد..
أجمل اللحظات هي التي لم نعشها قط..
ولن نعيشها قط..



07‏/07‏/2011

أوراق

هي الورقة الأخيرة التي يودع بها حبيب حبيبته.
نص أدبي للكاتب والروائي الفلسطيني غسان كنفاني. 

أعجبني النص فأردت أن أشاطره معكم..  

((... أنا مشوش جداً.. لذلك تبدو أفكاري مهزوزة... والذي يشوشني خبر زفه الطبيب إلي ظهر أمس.. لقد بدأ هذا القلب المسكين يتعب.. إنه يخفق بلا جدوى.. وحينما أنظر الآن إلى الأشياء أحس بأنني خارجها.. إنها مسحوبة من المعقول.. إنني لا أخاف الموت، ولكنني لا أريد أن أموت.. لقد عشت سنوات قليلة قاسية وتبدو لي فكرة أن لا أعوض فكرة رهيبة.. إنني لم أعش قط.. لذلك فأنا لم أوجد.. ولا أريد أن أغادر دون أن أكون، قبل المغادرة موجوداً.. أتعرفين الذي أعنيه؟؟... إن شعوري غريب جداً.. شعور إنسان كان ذاهباً إلى مكان ما كي يتسلم عملا ملائماً، فمات - فجأة - في الطريق..

إن شعوري الآن هو هذه " الفجأة " بالذات...

لتحاولي أن تنسيني.. أنا لا أستحق ذكراك عني، كوني متأكدة من ذلك.. أنت تملكين الأمل ولألوان والحياة والذكاء والجمال.. فلماذا تتمسكين بإنسان لا يملك سوى سواد قدره؟ حاولي أن تنسي.. أو حاولي أن تصعدي - وأصر على هذه الكلمة - أن تصعدي ذلك الحب إلى صداقة.. أنا لن أحاول شيئاً، سوف أرقبك وحينما أراك سعيدة.. سوف أشعر بأنني لست سبباً في تعاسة إنسان أحبه.. أحبه رغم كل شيء.. كوني متأكدة أنني لا أعتقد أنك سبب تعاستي.. لقد شغلت ثلاث سنوات من حياتي بأمل لم أذق مثله كل عمري.. وهذا يكفي في عالم لا يعطي المقابل..

آه يا عزيزتي لو استطعت فقط أن أمزق هذه الرسالة وأكتب لك واحدة أخرى أكثر إشراقاً.. آه لو استطعت.. ولكني أعرف أنني لا أستطيع.. إن الذي يستحق التمزيق هو حياتنا جميعاً..

آه لو استطعت أيها الحب أن نتفق أنا وأنت والقدر
على تمزيق هذا الطابع الحزين للعالم
إلى قطع صغيرة صغيرة..
ثم نعيد بناءه كما تشتهي قلوبنا! ))

05‏/07‏/2011

المعاكسات.. جرأة أم وقاحة أم ماذا؟



بالنسبة لخبرتي بالمعاكسات فهي لم تكن كثيرة ومؤثرة والحمدلله.. كلام و"تلطيش" يمر مرور الكرام وكنت غالبا ما أمشي ولا كإني سامعة ولا ألقي بالاً .. لكن في حادثة أذكرها وأنا بالمدرسة ذات ذكرى لطيفة.. كنت ماشية وراجعة من المدرسة أنا وصديقتي.. وهي زميلتي في الصف وساكنة في شارعنا فكنا متلازمتين ونروح ونيجي سوا على طول.. فواحد حب يعاكس فحكالنا "أحلى وحدة بالنص" فإحنا فرطنا ضحك لإنا ثنتين بس ولا وحدة بالنص.. طبعا هبل مراهقين.. وهو ما صدق صار كل يوم يستنانا.. "أحلى وحدة إشاربها أخضر".. "وأحلى وحدة بنطلونها أحمر".. لحد ما ازهقنا منه بعد كمن أسبوع وحكيناله " ما أزنخ وجهك".. فراح الشب انطمز واختفى وما شفناه بعديها.

بس هالتدوينة اليوم بدي أحكي فيها عن نوع آخر من المعاكسات.. معاكسة بنت لشب.. واللي صدق أو لا تصدق صارت موجودة هالأيام.. راح أحكيلكم قصة شاب قريب إلي اتعرض لمعاكسة وكادت تتطور الأمور تقريباً لمصيبة.. بس الله سلّم..

هو شاب من سكان الإمارات إجا عالأردن بعد الثانوية العامة ليدرس بالجامعة، وسجله والده بجامعة أهلية في عمّان، والده رجل صارم وجاد بشكل كبير.. واختار هالجامعة بالذات لإنه إله فيها معارف وراح يكون على اطلاع على علاماته أول بأول.. والشب بيحسب حساب لأبوه وبيخاف منه كثير..

في أول سنة إله بالجامعة لفتت اتباهة بنت كانت كتير تضحكله وتعطيه انطباع بالرضى.. وهو كان مبسوط وعاجبه الموضوع.. وشوي شوي تعرفت عليه البنت وطلعت من نفس كليته لكن سابقيته بسنتين.. وعرضت عليه رقم التليفون إذا محتاج مساعدة أو سؤال أو كتاب مثلا.. وهو طبعا وافق.. وصارت من فترة لفترة تتصل وتطمئن عليه.. وكيفك وشو عامل.. عازمتك بكرة عالفطور بالكفتيريا... ومن هالحكي.. وشوي شوي بتتطور الأمور.. مسجات صداقة وإعجاب.. لحد ما اعترفتله "أنا بحبك".. وهالشب بيأكد إنها دائماً كانت هي المبادرة في كل مرة.. هو هون تراجع.. وحكالها بلاش وخلينا أصدقاء.. هو بيحكي أنا كنت حاسب حساب لأبوي يعرف.. وخايف علاماتي تنزل.. وأبوي مش شخص بياخد الأمور ببساطة.. ممكن يحكيلي روّح عالإمارات ومفيش تعليم.. بيعملها بكل بساطة!

البنت ما عجبها هالرّد طبعا.. صارت تتصل فيه وتضايقه.. حاول يشرحلها إنه حلّي عني بالزوق بس ما نفع الكلام.. بطل يرد عالتلفونات.. فصارت المضايقات من نوع آخر.. صار فيه شباب ما بيعرفهم يتصلوا فيه ويسمعوه كلام بذيء وبهدلة ومسبات ويبعتوله مسجات سيئة.. لحد ما مرّة واحد تصل فيه وحكاله إحنا راح نتبلاك.. ونحكي إنك تحرشت فيها وعملت كذا وكذا.. وراح نشهد عليك !!

هون الشب المسكين ارتعب!! خاف عن جد إنه يروح عالسجن، وشو ساعتها راح يعمل فيه أبوه!

وظل المسكين مصفرن لشهر.. لحد ما واحد من زملاؤه بالكلية حكاله إنت شكلك مو طبيعي.. وحلف عليه ليحكيله القصة.. ولما حكاله هالزميل قال له بسيطة! أنا والدي بالأمن العام تعال خلينا نروح نحكيله ونشوف شو بينصحنا.. وفعلاً بعد المقابلة مع الأب حكاله عمّو المسألة بسيطة إنت سلّمني الموبايل وأنا بفرجيك فيهم.. طبعا من الأرقام تم التعرف على أصحابها وتم استدعاء كمن واحد منهم للتحقيق.. مع شوية بهدلة وفركة إذن.. وفجأة وبين يوم وليلة انتهى الموضوع.. واختفت البنت.. وبعد ما كانت بوجهه طول النهار.. بطل يشوفها أبداً.. 

لكن اللي كان محير هالشب إنه البنت كانت مبينة بنت عالم وناس .. وكلامها كان كله أدب و ذوق.. بس كيف طلع معاها تعمل هيك؟  ومن وين إجتها كل هالجرأة؟ أنا مش عارف؟