29‏/06‏/2012

ووضعت الحرب أوزارها..


( في ذلك اليوم رقص الملايين من الناس في شتى بقاع الأرض، وغنوا وسكروا وعربدوا.
إلا الذين تذوّقوا طعم الحرب. أولئك ظلوا صامتين. )

ميخائيل نعيمة..
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى..

26‏/06‏/2012

قالوا في الحب..

في محاولة مني للمشاركة في حملة التدوين (شبه اليومي بالنسبة إلي) راح أريحكم فترة من فلسفاتي وأشارك ببعض المختارات اللي قرأتها وأعجبتني  في مواضيع مختلفة وبحب أشارككم فيها.

وراح أبدأ اليوم بأشهر الأشعار التي قالتها العرب في الحب:


أليس وَعَدْتني يا قلب أنِّي                 إذا ما تُبْتُ عن ليلى تـَـتـوبُ
فها أنا تائبٌ عن حُب ليلى                فما لَـكَ كُـلّما ذ ُكِرتْ تـَـذوبُ

جُـنـِنّا بليلى وهي جـُنّـتْ بغيرنا          وَأُخرى بنا مجنونة ٌ لا نريدُها !!

أمُرّ ُعلى الدّيار ِ ديار ِ لـيــــلى            أقبّـِلُ ذا الجدارَ، وذا الجدارا
وما حُبّ ُ الدّيار ِ شـَغـَفـْنَ قلبي            ولكنْ حُبّ ُمَنْ سَكَنَ الدّيارا
(مجنون ليلى)

بانَ الأحِبّة والأرواحُ تَـتْبَعُهُم                  فالدمع ما بين مَوْقوفٍ ومَسفوحِ ِ
قالوا ( نخافُ عليك السّـُقـْمَ ) قلتُ لهم:       ما يصنع السّـُقـْمُ في جسمٍ بلا روح ِ
(.... مجهول)

قولي لطيفكِ يَـنْـثـَنـِي             عن مَضجَعي وقتَ الرُّقادْ
كي أستريحَ وتـَنـْطـَفـِي           نــارٌ تأجّـجَ في الـفـُـؤادْ
(ديك الجـِنّ الحمصي)

وَنَـحْويّـة ٍ ساءَلْـتـُها: ( أَعْربي لنا:        حبيبي، عليه البَيْنُ قد جارَ واعْـتدى )
فقالت: ( حبيبي: مُـبتدا في كلامِهمْ )      فقلتُ لها: ( ضُـمّيـه إن كان مُـبتدا ) 
(الياس صالح) 
في البيتين تورية في (ضُمّيه) فالمعنى الظاهري ضعي عليه ضَمّة لأن المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضّم، والمعنى المُوَرّى هو (الضم والعناق).

 قالت الكُبرى ( أتـَعْـر ِفـْنَ الفتى ؟ )     قالت الوسطى: ( نـَعـَمْ. هذا عُـمَـرْ )
 قالت الصغرى وقدْ تـَيَّـمْـتـُهـا            قـدْ عرفـناهُ، ( وهل يخفى القمـر ؟ )
(عمر بن أبي ربيعة)

أراك عصيَّ الدمع ِ شيمَتـكَ الصبرُ        أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ ؟
بلـى أنا مشـتاقٌ وعـنـديَ لوعـة ٌ         ولكنّ َ مثـلي لا يُذاعُ لـهُ سـِرُّ

تـُسائـِلـُني ( من أنتَ ) وهي عليمة ٌ        وهل بفتىً مـِثـْلِي على حـَالِـهِ نـُكـرُ
فقلت ُ، كما شاءتْ وشاءَ لها الهوى        قـَتـيـلـُك ِ. قالت: أيّـُهـُمْ ؟ فـَهُمُ كُثـْرُ
وقالتْ: لقد أزْرَى بكَ الدّهرُ بعدنـا           فقلت ُ: معاذ َ اللهِ، بل أنتِ لا الدّهرُ
(أبو فراس الحمداني)

وأ ُحـِـبـّـُــها، وَتـُحـِبّـُـنـِـــي           ويـُحـِبُّ نـَاقـَتـَهــــا بـَعـِـيـري
(المنَخـَّل اليَـشـْكُريّ)

حَجـَبوها عن الريـــاح لأني          قلت ُ: يا ريـح ُ بلـّغـيها السلاما   
(.... مجهول)

إنّ َالعُيونَ التي في طـَرفها حـَورٌ        قـَتـَلْنـَنا ثمَّ لم يُحْيينَ قـَتـْلانا
يَصْرَعْنَ ذا اللّـُبِ حتى لا حَراكَ بهِ      وَهُنّ َأضْعـَفُ خَلْقِ الله أركانا
(جرير)

وأَعْرَضَتْ، ثـُمّ قالتْ، وهي باكيَة ٌ:         يا ليت معرفتي إيَاكَ لم تـَكُن ِ
(ابن نُباتة)

إذا أنتَ لم تَعْشَقْ ولم تدر ِما الهوى       فكُنْ حَجراً من يابـِس ِالصخر ِجَلْمَـدا
وإنّـي لـَأهـواها وأهـوى لِقاءَها            كـما يشتهي الظـمــآنُ مــــاءً مُـبَـرَّدا
(الأَحْوَص)

عُيونُ المَها بين الرُّصافة والجـِسْر ِ        جَلَبـْنَ الهوى من حيث أدري ولا أدري
(علي بن الجهم)

قـُلْ للمليحة في الخـِمار الأسْودِ           ماذا فعلتِ بنـاسـكٍ متعبّـِـد ِ؟
قــَدْ كـان شَـمّـرَ للصلاةِ ثـيـابـهُ           لمّا خطَرْتِ لهُ ببابِ المسجد ِ
رُدّي علــيه فـؤادهُ وحيـاتــــــهُ           لا تقتليه بحقّ ِ ديـن ِ محمـد ِ
(مسكين الدارمي)

23‏/06‏/2012

ثلاثون.. (10)

أمّــا بـعــد..

حكايتي ليست طويلة.. وليست غريبة.. مع إهمال بعض التفاصيل.. رويت لكم كلّ ما فيها..
لا أريد أن أبدو كم يضع الاستنتاجات النهائية.. فأنا لم أختم حياتي بعد!

لذلك سأجعل من كل الفصول السالفة مقدمة لحكاية أخرى.. وأستأنف..
أمّــا بـعــد..

قد أقضي غداً أو بعد غد.. أو قد أعمّر ثلاثين أخرى..
فماذا عساي أفعل فيها؟
لن أدّعي بأنني فارس.. فما أنا بفارس.. لكنّني..

سأعفو.. فكل ذكرى بالية ألمّت بي سأزمّها في خرقة بالية وألقيها في نهر.. ولن أجترّ المزيد..
فأنا ورغم ما مررت به قد نجوت! جميعنا ننجو في النهاية!
وإن كنت قد تجرّأت على والديّ وذكرتهما بسوء.. فسأعذرهما.. فهذا كان جلّ ما يعرفانه..
فقد كانا كثيري المشاغل.. كثيري الهموم..

سأقف..
فأنا منذ ثلاثين عاماً أحبو.. وآن الأوان لأقف..
سأخطو كل يوم ولو خطوة تجاه أمر جديد..
سأخطئ لا محالة.. لكنني لن أتردّد أكثر ..  

سأعرف..
فأنا كلّما عرفت شيئاً جديداً شعرت وكأنني ولدت من جديد..
سأفهم أكثر.. وسأبحث أكثر.. عن نفسي وعن روحي وعن ربّي..

سأعيش..
سأحب..
سأرتقي..
سأتغيّر..

سأرضى.. فما عاد للسخط عليّ من سبيل.. ولتفعل بي الأيام ما تشاء..

وليكن كلّ يوم مقدمة  ليوم جديد.. أبدأه بسعي جديد.. وأختمه بأمّا بعد..

انتهت

14‏/06‏/2012

ثلاثون.. (9)

قبل.. بعد..

أنا الآن أمام صورتين على الشاشة..
قبل.. بعد..
ولا أستطيع أن أحكم أيهما أفضل حالاً..
ومع أنني لم أخضع لأي عملية تجميلية.. إلا أنني قد أصبحت أقل قبحاً.. ويبدو أنني كذلك خاضع لنظرية التطور!
لكنني لست بصدد التحدث عن شكلي.. بل عمّا غيرته ثلاثون عاماً في نفسي ..

قبل الثلاثين.. وبعد الثلاثين..

قبل الثلاثين كنت أعتقد أن الأحلام عصاميّة.. وبعد الثلاثين بتّ أعرف أن الأحلام وراثية! 
السلطة.. المال.. الجاه.. المنصب.. حق موروث.. لا مكتسب..

قبل الثلاثين كنت أؤمن بالثبات على المبدأ وسلامة العقيدة..
وبعد الثلاثين علمت أن المبادئ مرنة والعقائد متغيرة تبعاً للظروف والأحوال..

قبل الثلاثين كنت أفكّر بمنطق والعالم يفكر بمنطق..   
وبعد الثلاثين مازلت أفكّر بمنطق والعالم يفكر بمنطق..
من أجل ذلك صرت ميالاً للعزلة..
ففي العزلة ليس من يكيلني بمكيال أو يزنني بميزان أو يقيسني بمقياس..

قبل الثلاثين لم أكن أعرف..
وبعد الثلاثين بتّ أعرف أنني أكره الثرثرة والجدل والنميمة وتصدّر المجالس..

قبل الثلاثين كنت أظن أنني سأغير العالم أو جزءاً منه.. وكنت أؤمن بالملحميات.. الجوهر.. الحقيقة..
وبعد الثلاثين أشك أنني قد أغير شيئاً.. وجلّ من أعرفهم يعانون من خواء روحي هائل.. ولا تسمو حياتهم فوق ما يأكلون ويلبسون.. وهو ظاهرهم وباطنهم وأولهم وآخرهم..

قبل الثلاثين كنت أرى الحياة رواية بائسة ومكابدة ومجاهدة..
وبعد الثلاثين صرت أرى الحياة خليلاً صعباً.. لكننا على أية حال نرضى به ونتأقلم معه..