21‏/03‏/2011

بحثا عن الجنة


منقول عن المدونة المغربية : نوفل

ضحكت و قالت له أنها ستكتفي بولد و بنت فقط...وأن اثنان من الأطفال يكفي لأسرة ستسكن الخانة الأخيرة في الطبقة المتوسطة..قالت له عن حلمها..طفلين وسيمين يدرسان بجد و مع السنين يغدوان طبيبا و مهندسة..منزل بالتقسيط..سيارة مهترئة..قالت له عن أشياء كثيرة أجاب عنها هو بابتسامة..بعدها بأيام تزوجا..

الطفلان اللذان حلمت بهما لم يكونا وسيمين..كانا يشبهان أباهما..ثم إن طفليها لم يظلا اثنين لوقت طويل.ثلاثة و أربعة و خمسة ثم ستة..ما يكفي ليتهدم حلم زوجة أغنى رجل في العالم..وما يكفي ليموت الحلم بالمجاعة..فقد كان طبيبها و مهندستها يكافحان من اجل نيل الشهادة الابتدائية..

إلى من نجحت في إنزالنا على هذا الكوكب..إلى من فشلت في أن تلدنا في كندا..إلى من تختبئ الجنة تحت قدمها..إلي أمهاتنا، نكتب هذا اليوم.


 بحثا عن الجنة - الأحد 21 مارس 2010

14‏/03‏/2011

مطلوب إستشارة نفسية

 وصلت مؤخراً لقناعة إنه كل المدراء مجانين ومريضين نفسياً وبالتحديد مصابين ب (جنون العظمة).. والظاهر إنه لعنة الكرسي بتصيب كل واحد بيقعد عليه وبس يرتاح ويفرد ظهره بنسى إنه كان من قبل موظف وبصير يتجّبر على عباد الله ويكرر سلسلة التصرفات الظالمة اللي بداها اللي قبله.. سبحان الله كلهم قرآنين على إيد شيخ واحد!  

في سبتمبر الماضي وصلت بيني وبين مديرتي للشيطان الرجيم، وبدأت المشكلة بكتاب تكليف توجه لحضرتي للقيام ببعض المهام اللي خارج نطاق مسؤوليتي، والمصيبة إنه الناس اللي لازم يتكلّفوا بالموضوع اللي هو من مهامهم ومسؤولياتهم قاعدين للقهوة والشاي!
طبعاً كرد فعل أول رفضت التوقيع ورحنا لنّاقشها بالموضوع، وكان الجواب إنها حرّة بتعمل اللي بتشوفه مناسب وهذا من صلاحياتها.

طبعاً الجميع ضمن الدوائر الحكومية بيخضع لنفس الأنظمة والقونين، بس بيكون بإيد المدير بعض الصلاحيات (لتسيير عمل الدائرة بما يراه مناسباً) وهذا من ضمن التوجه نحو اللامركزية وفرض ديموقراطية أكثر داخل المؤسسة.
بس المفروض إنه هاي الصلاحية تستخدم بالحق مش بناءً على مزاجي الشخصي!
قال ديموقراطية قال! ومالها الديكتاتورية؟ هي الأنسب هيك أشكال..

المهم إنها رفضت وبشدة تتراجع على مبدأ (أنا ربكم الأعلى) وأخذتها العزّة بالإثم و(لا إريكم إلاّ ما أرى)، وطبعاً أنا ساعتها ركبتني التياسة!
وشهر كامل رفضت التنفيذ... وهي طستني إستجواب وأنا شكيتها للي أعلى منها، وكدت... نعم... كدت أكسب الحرب... لإني لقيت إثنين من اللي بيفهموا بالقانون أيدوا كلامي وإنه تصرفها غير قانوني.. وبعد يومين تراجعوا عن كل اللي حكوه واعتذرولي بإنهم كانوا فاهمين الموضوع غلط ووو... طبعاً كله حكي فاضي.. لإنها طلعت صحبة مع اللي أعلى منها وبينها وبينهم مصالح متبادلة وعلى قولت (شيلني بشيلك).

وانتهت الحرب بإني نفذت التكليف غصبن عني.. لا.. وحصلت على عقوبة التنبيه!

للأمانة هاي ما كانت العقوبة الأولى في حياتي المهنية المتواضعة والبالغة ستة سنين ونص، سبق وحصلت على (لفت نظر عدد 4 ) و (تنبيه عدد 2 ) و (خصم ليوم واحد). 
وإن شاء الله في الستة سنين ونص الجايين راح أكمل الكوليكشن تبعت العقوبات وآخذ إنذار وحسم.. صبركوا علي..

والمسألة والله مش إني مثالية وقانونية زيادة عن اللزوم وتاعت مبادئ، لا والله، أنا أصلاً أبعد ما أكون عن المثالية، ومبادئي ثلثها بعته والثلث الثاني ما عدت أآمن فيه والثلث الأخير خليته بس للحلال والحرام علشان ما أروح جهنم ( هاي المبادئ تاعت لا تسرق لا تكذب... بتعرفوها الخطايا السبع)... 

بس إشي ومنه! ناس بتشتغل زي الحمير وناس قاعدة... وهيك عيني عينك!

بس أنا ما خليتها تفرح وتستلذ بالإنتصار.. ولما نادوني لأستلم العقوبة وأوقع عليها.. ضحكت وبصوت عالي وحكيتلهم "عاااادي، حطوها جنب إخواتها فيه منها كثير...هههه".
وبعدين صرت أمشي من جنبها ولاااا كإنها موجودة وما أتعامل معها أبداً ولو فيه أي شي بدي أمرره عليها ببعته مع الأذنة بس ما بدخل مكتبها أبداً ولا بسمحلها تستغل أي فرصة لتذلني أو تسمعني كلمة...
هي إنغاظت بشدّة ووصلني على ألسن الفسّادين إنها راح تنقلني.. فحكيتلهم.. "عااااادي أنا موظفة في خدمة المؤسسة وين ما رحت راح أعمل المطلوب بكل نفس طيبة..."
طبعاً أنا توقعت النقل من كمن شهر بس شكلهم ما لقيوا شاغر ليرموني عليه لسه... وبس يصير معي إشي بخبركم أكيد...

في النهاية بدعي ربنا إنه ما يسخطني وأصير مديرة يوم من الأيام، وخليني موظفة بائسة بالدرجة السادسة، لحتى ما تصيبني (لعنة الأنا) تاعت المدراء، ولحتى ما تصيبني دعاوي الموظفين، لإنا بندعي عليهم ليلاً نهاراً، سراً وجهاراً، ومرات بستغرب كيف هالمدراء بيوصلوا على بيوتهم كل يوم سالمين؟ 


10‏/03‏/2011

لـمـــــــــــــاذا ؟ ... (3)

لمـــــاذا لا نـقـرأ ؟

الكاركتير تعليقاً على نتائج استطلاع للرأي نشرته ياهو مكتوب للأبحاث في الثالث من آذار
وفقا لهذا الاستطلاع فإن سكان الأردن ولبنان والجزائر هم الأقل قراءة في العالم العربي
وأن الشباب هم الفئة العمرية الأقل قراءة

عندما تحين الحاجة لقراءة كتاب جديد أتوجه ببساطة لأحد معارض الكتب المحدودة نسبياً في مدينتي (إربد)، معرض دار الكتاب أو دار الأمل للنشر والتوزيع وغيرها، والتي تتمركز جميعها في شارع جامعة اليرموك أو بالقرب منه. بإمكانك أن تجد تنوعاً جيداً من حيث الموضوع بالإضافة لتجديد مستمر في عناوين الكتب، لكن العقبة الواضحة هي سعر الكتاب نفسه.
لا يمكن أن تشتري رواية جديدة بأقل من 7  أو 8 دنانير في المتوسط، كتب الجيب والتي يمكن حملها بحقيبتك الصغيرة لا تقل عن 4 أو 5 دنانير بغض النظر عن موضوعها، بعض الموسوعات المصورة الخاصة بالأطفال يصل سعرها ل 20 أو 25 دينار وحتى بعض قصص الأطفال البسيطة لا تقل عن دينار ونصف أو دينارين...

إذاً فالكتاب ببساطة بحاجة لميزانية، وبالنسبة لي كإنسانة أملك راتباً شهرياً مع مسؤوليات بسيطة من الممكن أن أتحمل نفقة كتاب من وقت لآخر.. أما القارئ الشاب إن كان طالب مدرسة مثلاً فلن يتسع مصروفه الضئيل الذي يقاس بعشرات القروش لشراء كتاب ما، وحتى الشاب الجامعي سيعاني من نفس العقبة بمصروفه الضائع ما بين المواصلات والكتب الجامعية والنفقة الشخصية.. 

إذاً هل سيتمكن الوالدان من تحمل مثل هذه النفقة؟
إذا كان سعر الموسوعة المصورة يكفي لشراء حاجة العائلة الشهرية من البطاطا والبندورة وسعر الرواية يكفي لشراء 2 كغم من اللحم النيوزلندي، فبالتأكيد ستتفوق الوجبة اليومية على الكتاب، فالجوع قد يكون قاتلاً لكننا لم نسمع يوماً عن أحد ما مات من نقص الثقافة! 

المكتبات العامة محدودة جداً جداً، في محافظة إربد (ثاني أكبر المحافظات الأردنية)، توجد مكتبة واحدة فقط متاحة للعامة تابعة لبلدية إربد تقع وسط البلد، تغلق أبوابها عصراً وفي أيام العطل الرسمية كأي مؤسسة حكومية، إذاً ففي الوقت الذي يكون فيه الطالب متفرغاً لزيارة المكتبة تكون المكتبة مغلقة!
وطبعاً لا ننسى أن الوصول للمكتبة سهل لأبناء المدينة ذاتها ولكن يصعب جداً على أبناء القرى المجاورة زيارة المكتبة بانتظام وربما تستحيل على بعضهم مثل هذه الزيارة، وهناك عشرات القرى تابعة لمحافظة إربد وأغلبها قرى صغيرة الحجم لا تتوفر فيها بلدياتها الخاصة.. إذاً لا مكتبات..

بإمكان الطالب أن يعتمد على المكتبات التابعة للمؤسسة التعليمية التي يدرس فيها، لكن المشكلة أن أغلب هذه المكتبات تصلح لأن تكون متحفاً أثرياً للكتب، الموضوعات المعروضة قديمة وكم كبير من الكتب يكون على هيئة  قواميس ومراجع ضخمة، لا يوجد أي اهتمام بما هو جديد، والكتب لا تشجع أحداً على المطالعة، فلا يمكن مثلاً أن تجد في مكتبة مدرسة رواية ما لباولو كويللو مثلا أو كتاباً لطارق سويدان، ونعود للعقبة الأولى وهي ارتفاع سعر الكتاب و(عدم وجود ميزانية) وهذا العذر الذي تتذرع به مكتبات المؤسسات التعليمية لتبرّر سوء أوضاعها.   

البعض اليوم يدعو للتوجه إلى الكتاب الإلكتروني كحل لمشكلة الحصول على الكتاب، لكن المشكلة الأساسية تكمن في الحصول على بنية تحتية إلكترونية لقراءة هذا الكتاب، وكم عدد العائلات الأردنية التي تملك جهاز كمبيوتر أو تقدر على تحمل نفقة اتصال شهري بشبكة الإنترنت؟ إذاً نعود لنقطة البداية وسوء الأوضاع المادية مرة أخرى..
بالإضافة أن الجلوس خلف الشاشة لساعات لقراءة كتاب أمر مرهق وغير ممكن وممل للبعض وهذا يشملني أنا شخصياً..

في مبادرة أطلقتها جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة تحت اسم  "مكتبة الأسرة الأردنية ومهرجان القراءة للجميع" وبالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية تم توفير الكتاب بأثمان زهيدة جداً (35 قرش)، وقد كان هذا المشروع في بداياته رائعاً ولاقى إقبالاً واستحساناً جماهيرياً وتوفرت كتب متنوعة في المضامين والعناوين، وربما كان هو الحل الأمثل لتخطي عقبة الحصول على الكتاب وارتفاع ثمنه.
لكنه وعند انعقاده في نهاية العام المنصرم كان مخيباً للآمال، فقد كانت العناوين المطروحة مملة ومكررة، وأذكر أنني زرت المعرض الخاص بالمهرجان بحثاً عن كتاب محدد "مقامات الهمذاني" لكنني لم أجده فقد نفذ منذ اليوم الأول وتكدست باقي الكتب ولم يرغب بشرائها أحد... ومن وجهة نظري فإن هذا يدل على سوء الإعداد والتنظيم من قبل المشرفين على هذا المهرجان، ويجب تلافي تكرار مثل هذا الأمر لأن ذلك سيسهم في إجهاض الفكرة قبل إتمام أهدافها.      
ولا ننسى أن هذه المعارض تقام بالعادة في مركز المدينة مما يعني بالضرورة استثناء أبناء القرى وهم الفئة الأكثر تضرراً من متلازمة صعوبة الوصول للكتاب وارتفاع ثمنه، بل إن البعض منهم لا علم له بوجود مثل هذه المعارض! 

من ناحية أخرى، كان الكتاب في الماضي الونيس والصديق والهواية والمتعة، أما اليوم فيتزاحم الأصدقاء من قنوات فضائية وDVD وموبايل وكمبيوتر وإنترنت ومول ومطاعم ووو.. ويبدو أنها جميعاً أكثر إمتاعاً من الكتاب. وبذلك تندثر ثقافة القراءة يوماً بعد يوم... ويصبح الكتاب ضرباً من ضروب الكماليات...

ولو سألني أحد ما لماذا علي أن أقرأ؟ وأين سأصل بالقراءة؟ لا أخفيكم ستشكل علي الإجابة..
فقراءة كتاب لا تشتري وجبة عشاء أو تدفع فاتورة كهرباء.. وماذا يعني لو كنت مثقفاً أو غير مثقف؟ وما الفرق؟
ربما ليس هناك فرق... وإجابة عوض الأردني الأصيل في الكاركتير هي أكبر برهان على ذلك...


05‏/03‏/2011

واااا معتصماه ..

كلمة بالية.. وأكثر من بالية..

وأنا أشعر بالملل! مللت منك ومن خطبتك العصماء.. كلامك المنمق يقرفني ويستحثني على الغثيان!
وصدّقني متى بدأت الكلام أغيّر المحطّة..

تعييني وأنت تحكي عن العابد الذي صلّى ركعته المليونية قبل أن يبلغ العشرين.. وذاك الذي وقف كجذوع الأشجار خاشعاً ليلة كاملة.. كلامك تعلوه الغبرة.. وهذه الصفحة قرأتها لنا آلاف المرات..  

أغرب عني أنت ومثاليتك الفارغة.. ثم هب أن المعتصم عاد.. ستكون عودة فاشلة.. فارساً في زمن اللافروسية.. فالسيوف في المتاحف.. والخيول مرفّهة في الإسطبلات..


تحدث مرة واحدة عني.. وأعطني.. أعطني خطاباً أفهمه.. كلاماً أستوعبه.. عملاً أقدره.. وتوقف عن انتقادي واستعلائي.. آن الأوان كيف تستفيق وتعيش معي في هذا الزمان..

أعرف مسبقاً.. ستتهمني بالكفر والزندقة.. فأنت عاجز عن ردّ كلماتي.. لقد اعتدت التقوقع في تلك الصومعة..  

اذهب فقد خسرت المناظرة...