شورت قصير كحلي و"شبشب" بني رخيص.. في قمة الشارع قرفص محمد وأخذ بربط الكراتين.. " عبوده .. جيب معك سكّينة".. يخرج عبود من باب الدار مسرعاً حاملاً السكين.. يتوجه أسفل شجرة التين التي يستفيء بظلها 15 كرتونة هي حصيلة مرابطة محمد وعبود كل مساء أمام الدكان.. يلتقط كرتونة تايد وكرتونة شيبس البوشار ويسرع باتجاه محمد.. وينهمكان بالقص والتربيط..
ترصد سلمى المشهد من الشباك وتنطلق كالقذيفة نحوهما.. فستان أحمر قصير جداً و ربطة شعر بيضاء في قمة الرأس ترفع شعرها الأشقر عالياً ليسقط في كل الأنحاء كنافورة ماء.. وقدمان حافيتان..
سلمى: " بدي ألعب معاكو.."
محمد: " أفففف.. ما أزنخك.. فش يوم نطلع نلعب فيه إلا وبتنطيلنا.."
عبود: " اسمعي.. بالأول دورنا أنا ومحمد وبعدين بيجي دورك."
يرتمي كلاهما على بطنه فوق مزلاجين من الكرتون ويرفعان اليدين والساقين عالياً.. " يللا يا سلمى دزّينا" .. تمسكهما سلمى من رماّنة الساق وتدفعهما تباعاً.. ويتزحلقان بسرعة نزولاً في الشارع الضيّق.. صراخ وضحك عالٍ جداً..
سيارة سوداء كبيرة تقلّ رجلاً بربطة عنق ونظارة شمس وطفلتين.. " شكلنا يا بابا ضيعنا الطريق..." يصمت الرجل برهة ويفتح النافذة فيرى طفلين.. راما و نادين أيضاً تنظران للطفلين.. تفتح نادين النافذة وتقول باستهجان.. " شوفي شو بيعملوا ! "..
ينادي الرجل على الطفلين فيقتربان.. " يا شطّور ناديلي أبوك من البيت".. يسرع عبود نحو المنزل لينادي والده.. ويقترب محمد من النافذة الأخرى فيرى بنتين.. ويبتسم.. " تعالوا إنزلوا إلعبوا معنا ".. فتردّ إحداهما بقلق.. "إحنا ما بنلعب في الشارع !" .. وتغلق النافذة..
يعود عبود برفقة والده.. ويتحاور الرجلان حول اتجاهات وإرشادات ما.. وتنطلق السيارة..
تنظر نادين لوالدها.. " بابا.. شفت هدول الأولاد.. بيتزحلؤوا عالكرتونة بالشارع" !
" معلش يا بابا.. هدول يا بابا فقرا.. ما عندهم سكيتس.. مساكين.."
فتنطق الأختان معاً وبتنهيدة مشتركة.." يـا حرااااام"..
يشدّ محمد عبود من يده.. " شفت.. كان فيه في السيارة بنات.. حكيتلهم ينزلوا نلعب بس ما رضيوا.."
" ليش؟ شو ما لهم؟ "
" مش عارف.. ما بدهم ينزلوا من السيارة.. شكله أبوهم حابسهم.. مساكين.."
" بيحزنوا.. شكله أبوهم شرير.." !
وبأسى مشترك.. " يــا حراااام "..
"اسمع.. هاي سلمى فضحتنا.. إلها ساعة بتصرخ.. يللا نروح ندزها.."
"أنا راح أروح قبلك.. هاي .. سبقتك.. آنا الأول..آنا الأول.."
" إيه اسبقني.. عااادي.. أصلاً.. الأول حمار.. واللي بالآخر شطّار.. الأول حمار.. الأول.."
السلام عليكم
ردحذفيا حرااااااااااااااااام
هههههههههههههههههههه
هكذا الدنيا اذا اهملنا مفاتنها وراء ظهورنا
فستبدو مزحة ما تلبث ان تنتهى
زمان عن قصصك الحلوه
ردحذففعلا كل انسان اله وجهة نظر مختلفه عن مفهوم السعاده
مساء الفل كيكي,,,
ردحذفكله من رحمة الله بالاطفال...ان يجعل سعادتهم بلعبهم بحريه و بدون خوف....سعادتهم بشعورهم بالامان بين عائله محبه وان كانت فقيره...
قد تكون نادين وراما مرفهتان ومدللتان ولديهما الكثير من الالعاب الغاليه...ولكنهما ليستا اسعد من محمد وعبوده اللذان ينقصهما الكثير ....لكنهما سعيدان....على الاقل في الوقت الحالي قبل ان يكبرا ويكتشفا الفرق
....
من رحمة الله بالاطفال انه لم يجعل سعادتهم مرتبطه بالماديات ...يفرح الطفل بالبالون ابو الشلن ويمسكه كانه امسك العالم بين يديه...
وكرتونة التايد بالنسبه لمحمد وعبوده احلى من اغلى سكيت....لانهم عمرهم ما جربوا السكيت ....يا حراااام
زكرتيني بطفولتي البريئه
ردحذفأه بريئه,, لووول
سكوتر؟؟
أه قصدك خشبه وتحتها أربع عجال بيل من الخرابه اللي ورا الدار؟؟
لووووووول,, اه كنت من الأطفال الفقراء اللي يلعبو بالشارع
هالشغله بصراحه مخوفيتني,, إني مقرره أحرم أولادي من هيك شغلات بسيطه
مش لإشي,, بس حاسه " الشارع " هلأ بخوف ومش أمان متل قبل
لا أطفال الجيران,, ولا حتى المنطقه نفسها بتسمحلنا نعمل هيك
بدي عربايه بيله :((
سرحت شوي و تذكرت حالنا قبل أسبوع و إحنا بنجيب كراتين مشان ننقل أغراضنا للأردن!
ردحذف---
ما علينا ، :)
أبدعت و الله كعادتك كيكي خانوم
كيلان مختلفان! كل بوجهة نظرة "حادة" عن الأخرى
أشكرك
السلام عليكم،
ردحذفالصراحة تسلم ايديكي، ابدعتي بتصوير المشهدين، وكيف كل طرف بشوف الموضوع من زاوية معينة، يعني بالاخر عيونا كبشر بتشوف اللي بدها تشوفو ومتل الكاميرا بتلقط جزء من الموقف مش كلوا.
بالاخر كل طرف طلع حزنان على التاني ، وفعلياً انا كطرف تالت مش عارفة احكي يا حرام لمين: للغني اللي انحرم من الطفولة الحقيقية (اللعب في الشارع) والا الفقير اللي بلعب على كرتونة تايد.
حنين
هاد الفرق بين الكبار و بين الاطفال
ردحذفالكبار بركزو على الشكليات اكثر, لو محمد و عبوده بالعشرينات كان اتفرجو عالسياره و عالبدله و قارنو لبسهم و سياراتهم بلبس و سيارات اللي قدامهم, بس الاطفال لانهم كتير ابسط السعاده اللي بقلبهم غطت على كل شي.... يا ريت ضلينا اطفال بافكارنا كان الحياه كتير اسهل
مساءك فل و ياسمين يا قمر
تناغم حياتي جميل جداً
ردحذفأمتعنا و نبشت ذكريات طفولتنا
ذكرتني بعربة القصدير التي كنت ألعب بها في قريتي فقد كنا نصنعها من تنك الزيت الصليط ونصنع لها دواليب عجل من الشباشب القديمة ونجري بها فرحاً وكأنما هي سيارة آخر موديل و كذا ذكرتني بلعبة التدحرج بالإطار إذ كان احدنا ينحشر داخل الإطار ليدفعة الآخر من أعلى المنحدر ويا عيني عالحوادث والخدوش وأيضاً من اللعب التي أمتعتني بشدة في صغري (المصطب) إذ كان النجار يصنع للأطفال مصاطب تلهب الحماس بقوة دورانها و جمال شكلها أما الآن فقد أتتنا (البلابل)المصنوعة في الصين ولكنها من غير خيط لا أظنها ممتعة كمصاطبنا ..
أدري أني ثقلت وأطلت
بس أنت كريمة واحنا نستاهل
مدونة رائعة وممتعة
وفقك الله لكل خير
و قبل الختام أحب أهنئك برمضان
لك مني تحية وسلام
رحلة حياة:
ردحذفالحياة بسيطة إن نحن بسطنا نظرتها تجاهها.. وجميلة بأقل القليل
دمت بود وشكرا لمرورك.
jaraad:
زمان عنك!
من زمان ما طليت علينا بتعليق؟
أنا بعرف إنك أكيد مشغول بالدراسة وهيك.. فا الله يعينك :)
صحيح, السعادة نسبية, ممكن نخلق سعادة من أشياء بسيطة إذا إحنا ببساطة ناوين نسعد ونفرح, السعادة ضمن نطاق الموجود ممكنة.. مش بحاجة لمعجزات..
دمت بخير
نيسان:
ردحذفمساءك سعيد..
أجمل ما في الطفولة أنها خالية من الهموم وبسيطة.. وفعلا الطفل يفرح بأقل القليل.. لكن وعندما يكبر ويكتشف الفرق.. هل ستتغير الأمور كثيرا؟
أعتقد أننا نبالغ بالشفقة تجاه من هم أقل منا حظا, ولا أظن أنهم يشعرون بالشفقة هكذا تجاه أنفسهم, ببساطة هم يتعايششون, ولو اكتشفوا الفرق يتعايشون وهم قادرون على الاستمرار بخلق السعادة.
دمت بخير :)
أم عمر:
بريئة؟ مين بريئة؟ أم عمر اسمها عديلة.. هههههههه :)
لوووول, حتى إنت! وأنا لعبت فيها هديك الخشبة..ههههههه
بس بتعرفي والله إنه هالشغلات واللعب بالشارع هو اللي عمللنا بعدين شخصيات..
الله يحميلك هالأطفال, معلش اليوم الدنيا بتخوف, زمان عالأقل كان فيه شوية أمان..هسه الواحد ما بيوثق بجاره.. بلالهم اللعب بالشارع..
هيثم:
ردحذفإنشاء الله أمور الترحيل مرت على خير.. والله يجمعك بالأهل قريبا يا رب :)
فعلا وجهتا نظر باختلاف حاد.. كل مشفق على الآخر بطريقته!
دمت بخير
حنين:
شكرا لك ولمرورك ومشاركتك المستمرة :)
فعلا مثل ما قلت وقد أصبت هدف الموضوع.. كل طرف طلع حزنان عالثاني ومن زاويته الخاصة! بالنسبة إلي بتحيز للفقير وبحزن عالغني اللي ما عرف الطفولة الحقيقية..
دمت بخير
ويسبر:
ردحذفمساءك لوز وعسل :)
والله أنا معك يا ريت ضلينا صغار.. ما بنعرف أكتر من اللعب والشيبس والعصير والشوكولا.. وما فيه على قلبنا هم!
الله يسعدك ويخليك :)
غريب:
تبدو ذكرياتك جميلة جدا..
أنت لم تثقل أبدا, أمتعتنا بوصفك الدقيق, وجعلتنا نحنّ لتلك الأيام..
شكرا لك ولمرورك.. وكل عام وأنت بخير..
وفقك الله لك خير.
يا ريتنا ضلينا صغار وضلت الحياة حلوة بعيونا...
ردحذفبتعرفي عشان هيك بحب امضي وقت كبير مع الاطفال بحس ان السعادة اللي عندهم بتعديكي لما تكوني حواليهم.. وعندهم شغف بالحياة بجدد الروح...
ابدعتي :)
lolo:
ردحذفمساءك سعيد
الطفولة جميلة وعلى رأيك يا ريت ضلينا صغار.. بس كبرنا.. غصبن نا.. هيك هي الحياة..
شكرا لك وبيسعدني تواصلك ومرورك :)