16‏/09‏/2010

آباء ... ولكن ...

أماه... توقفي...
لا تقولي كم تعذبت وتألمت إذ أنجبتك... ذاك ألم جرّبته وحدك.
أنا لا أعرف ذاك الألم... لكنني أعرف ألماً واحداً...
أو لا تذكرين؟
أو لا تذكرين يوم ضربتني وحبستني؟
عشت وحيداً... وبكيت وحيداً... أنت لم تكوني تفهمين.
نعم. أغلقت باب غرفتي ولم أخبرك شيئاً... لأنك كنت دوماً تحكمين علي.
أنت لم تسمعيني يوماً... أو لا تفهمين؟ أنت لم تسمعي... أن تسمعي حقاً... أن تسمعي وتفهمي وتعي...
هل تعرفين شيئاً عني؟
هل تعرفين ما أحببت وما أكره؟
أو لا تذكرين؟
أو لا تذكرين يوم فضّلتهم علي؟
تحبين جميع أبنائك بالتساوي!
ها... تلك كذبة ابتدعتموها... 
أنت أحببتهم أكثر مما أحببتني... ولا أدري إن كنت أحببتني أصلاً.
أو لا تذكرين؟
أو لا تذكرين إذ كنت تلعنينني دوماً وتقولين... أنت كوالدك... ذاك الرجل الذي كنت تكرهين.
تحطّمت معه... وحطّمتني معك... وكأنك انتقمت منه بي...
توقفي...
لا تقولي أمك ثم أمك... أنا لا أدين لك بشيء.
الجنة تحت أقدام الأمهات؟
عذبتني في الأرض وستعذبينني في السماء؟
سأبحث لي عن جنة أخرى أنت لست فيها...
توقفي...
ما عدت أشعر بالذنب تجاهك.
هذا كل ما تجيدين... أن تحفظي هذه الأقوال...
لكنك قد نسيتي أن تحفظي قولاً واحداً...
(( أيها الآباء أعينوا أبناءكم على طاعتكم ))



أبي... أنا لا أدين لك بشيء...
أنا لم أحبك يوماً... أنا كنت أخافك...
نعم. أعترف بأنني كنت فاشلاً وعجزت أن أكون مثلهم...
لكنني لم أكن محتاجاً لأن تذكرني دوماً بفشلي...
كنت أريدك أن ترضى بي رغم فشلي... أن تفخر بي رغم فشلي...
نعم. أن تفخر بي! أ يعجزك أن تفخر بي؟
فشلت لأنني قتلت نفسي لإرضائك ولم تكن ترضى.
أبي...
متى دخلت من الباب مبتسماً؟
متى سمعتني دون أن تغضب؟
متى سمحت لي بأن أختار؟
توقف...
أفنيت عمرك في العمل ولم يكن لديك الوقت لتعرفني؟
هذا ذنبك وحدك.
أفنيت عمرك تجمع المال...
من أجل من؟  من أجلك أم من أجلي؟
لا تقل لي كم أنفقت علي...
أنا لا يهمني كم أنفقت...
لو صرفت وقتاً أكثر لتعرف من أنا لكان خيراً لك.
أبي...
أنا لم أحبك يوماً... أنا كنت أخافك...
حب الآبا والأبنا غير مشروط !
من قال لك هذا؟ تلك كذبة ابتدعتموها...
كل الحب بشروط...
تريد حباً وطاعة؟
كان عليك أن تمنحني حباً وطاعة.
توقف...
لا تقل أبوك ثم أبوك... أنا لا أدين لك بشيء.
ارحمهما؟
وبالوالدين إحساناً؟
هذا كل ما تجيده... أن تحفظ هذه الأقوال...
لكنك نسيت أن تحفظ  قولاً واحداً...
(( أيها الآباء أعينوا أبناءكم على طاعتكم ))


هناك 15 تعليقًا:

  1. يا عفوك يا إلهي
    اصعب شي ,, الواحد يعق والديه من كتر ما أفعالهم شنيعه

    بس بتعرفي,, بغض النظر لو شو ماصار
    انا مني وعليّ لو أهلي يدعسو ع الخبزه رح بشيلها وأكلها كإنها تفاحه من الجنه

    بعرفش ,, هيك طبيعتي,,
    الله يهدي بال الناس يارب

    ردحذف
  2. مرحبا آنسه كياله

    دوما يكثر الحديث عن حقوق الآباء والأمهات على أولادهم ولكن لست أدري لماذا قليلا ما نسمع أو نقرأ عن الحالة العكسية ؟

    فالعلاقات الانسانية الناجحة هي علاقة تبادلية في الحقوق والواجبات لكلا الطرفين .

    ومن خلال تتبع الإدراج يلاحظ فعلا الدقة في سرد أبرز المشاكل التي يعاني منها الأبناء عموما وتؤدي بهم في نهاية المطاف إلى النشوء على الحقد والكراهية وليس على المحبة والعطف والمودة وهنا في الواقع تكمن جذور مشكلة عقوق الوالدين في كثير من الاحيان .

    فالمخاطبة التي تمت على لسان ذلك الإبن في الإدراج توضح تلك المشاكل الجوهرية من العنف الإسري والتفريق الظاهر في المحبة بين الأولاد والنظرة الدونية لهم مهما فعلوا في حال مخالفتهم لقرارات وأهواء أهلهم .

    ولذلك وكما قلت في نهاية الإدراج فإن الحب في هذا الجانب لا يختلف عن أنواع الحب الأخرى فلا بد أن يكون متبادلا وحقيقيا من كلا الطرفين بالقول والفعل معا .

    كل الود

    ردحذف
  3. جد اول ما قرأت البوست امبارح حسيت حالي كتير متدايقه وما عرفت شو اعلّق

    احنا و لله الحمد ربنا منعم و متفضل علينا بأهل بتاقلو وزنهم دهب لهيك ايش ما عملو راح نقبله بدون تفكير

    لكن انا معك ان في اهالي للاسف همه بدفعو ولادهم دفع لانهم يعقّوهم يا لطيف

    في اهالي لا بتراعي لا حق دين ولا حق مشاعر فطرية المفروض موجوده عندهم ما بعرف كيف بقتلوها ليتعاملو مع الابناء كأنهم ما بخصّوهم

    الله يفرجهّا على هالابناء و يهدي الاباء و يرجعهم لطريق الطبيعيه

    ردحذف
  4. مش كل مين جاب ولاد بيصير أب أو أم
    بتعرفي شو المشكلة؟المشكلة انو الناس بتستهين بمهمة انجاب و تربية طفل..صنع انسان و تشكيلة زي ما بدك بين ايديك
    الناس دايما بتنط عالمرحلة القادمة لأجل التقدم في الحياة فحسب يعني خلص عمري 20 بدي اتزج،تزوجت بدي اجيب ولاد...
    الانجاب خطوة عملاقة المفروض البني ادم يحسب الف حساب و يكون واصل اقصى حالات الرضى عن النفس قبل ما يتخذها..بعرف اني عم احكي مثاليات بس اشي و منو..يعني الناس اللي لسان حالهم متل بوستك هاد مش قلال!
    لو الناس تحسب حساب شوي بس!
    عن جد اشي بيحزن :(

    ردحذف
  5. أم عمر:
    أحيانا الآباء هم سبب العقوق و فيه أبناء بتحقد وأبناء بتسامح.
    الله يخيلك أهلك ويخليك إلهم تظلي توديهم وتحبيهم.
    مساءك سعيد


    أشرف:
    شكرا على التحليل العميق والصحيح فلقد لخصت كل ما أردت قوله ببساطة ووضوح شديدين!
    نعم لماذا نتحدث عن حقوق الوالدين دوما وننسى حقوق الأبناء؟
    أفعال صغيرة تصدر من الوالدين قد لا يلقيان لها بالا لكنها قد تحفر عميقا في نفوس أبنائهم.
    وكثيرا ما يعتقد الوالدان ان حب ابنائهم بديهي او - تحصيل حاصل - ولا يخطر ببالهما للحظة بأن عليهما أن يقدما شيئا ليستحقا الحب بالمقابل.
    كل الودومساءك سعيد

    ردحذف
  6. ويسبر:
    دخيلك ما تتدايقي وسامحيني... بس والله هالوجه الآخر موجود!
    الله يخليلك أهلك وأنا متأكدة إنهم من أحسن الناس.
    فيه أهل بعيدن عنك بيتعاملوا بأنانية مفرطة وبيهتموا بحالهم بس وبينسوا إنهم عندهم أولاد لازم يتذكروهم ويحبوهم ويعطوهم ولو ربع الاهتمام اللي بيعطوه لحالهم.
    الله يهدينا جميعا يا رب.
    يسعد مساك.

    راين:
    صحيح كلامك مش كل من جاب ولد بستاهل لقب ام واب، وكتير من الابناء اللي شخصياتهم ضعيفةو مهزوزة ولا عدوانيين ولا عندهم مشكلة نفسية بيكون الاب والام الهم دور في توصيلهم لهالمرحلة
    لانهم ما حسبوا حساب انه هالولد انسان جديد طاهر ونقي بده يتشكل بين ايديهم وهاي مسؤولية عظيمة وما حدا داري.
    بالعكس! انت ما بتحكي مثاليات كلامك صحيح مية بالمية بس هتي اللي يستوعب.

    ردحذف
  7. كلامك هذا اكيد فيه صحه وفيه ناس كثير بنطبق عليهم الكلام اللي ذكرتيه بس بالغرب الأمور اسوء بكثير. مره كنت مع بعض الأصدقاء في مطعم واذ بالجرسونه بتحكيلنا انه فترة مناوبتها انتهت وراح تيجي واحده ثانيه تاخذ طلباتنا. وخلال حديث دار بينها وبين احد الاصدقاء قالت انها جابت ابن بالغلط (طبعا بدون زواج). لما الابناء يسمعوا من امهم ولا ابوهم انهم اجوا بالغلط (وهاي الكلمه بتنسمع كثير في الغرب) شلون راح يصير في حب لما الاباء يذكروا ابنائهم دائما انهم عاله عليهم.ـ

    ردحذف
  8. care for a tag?
    http://dafdoo3ah-diary.blogspot.com/2010/09/reading-tag.html

    ردحذف
  9. مرحبا jaraad:
    كتير بشع انه الاب يعتبر ابنه ( غلطة) وعلشان هيك كم التفكك الاسري في الغرب ما بينوصف واكيد مشاعر الكراهية هي اللي راح تسيطر عالطرفين.
    في عالمنا العربي والاسلامي دائما محاضرات عن احترام الوالدين وذنب العقوق، لحد ما الاهل فكرت حالها مقدسة وانو شو ما عملت حتى لو آذت ابناءها فذنوبها مغفورة. بس الوضع الصحيح مش هيك، واللي بده حب واحترام وطاعة لازم يحسن لابنه بالبداية علشان يلاقي هالامور بالنهاية.


    مرحبا راين:
    انا شفت التاغ وشكرا عالدعوة راح انفذه عن قريب.

    ردحذف
  10. سعدت كثيرا بالتعرف على مدونتك، أختي الفاضلة، وسأكون متابعا لها بإذن الله تعالى..

    كنت هنا..

    ردحذف
  11. الأخ خالد إبجيك:
    أهلا وسهلا بك وتشرفني زيارتك ومتابعتك.

    ردحذف
  12. صباح الفل يا بطه كيكي

    ...(( أيها الآباء أعينوا أبناءكم على طاعتكم ))

    هذه هي الخلاصه وابدعتي في وصف التفاصيل ...ما يحصده الانسان هو نتيجة ما زرعه مسبقاً
    ولكن الجهل المتفشي في العقليات والمفاهيم الخاطئه والباليه عن التربيه الصحيحه قد تكون هي السبب الاول و ليس نقصا في الحنان او الحب تجاه الابناء
    لكن للحق اقول ...ان هناك بعض الرائعين اللذين اعرفهم ....ذاقوا الامرين من ابائهم وفي المقابل كانوا من اروع الامثله في بر الوالدين ...
    نياالهم ...نيال كل واحد او وحده استطاع ان يترفع عن جراحه الشخصيه و ان يتجاوز الالامه و ان يصل الى درجه من التسامح والعطاء قد تكون هي السبب في رضى رب العالمين عنه ودخوله الجنه ....

    ردحذف
  13. مرحبا أم خلود:
    وشكرا لك لمتاعتك ومشاركتك المستمرة.


    مرحبا نيسان:
    مساءك سعيد. البطة كيكي؟ شكرا والله من زمان ما حدا دلعني.
    نعم والله كلامك صحيح فالكثير من الأهل يعانون من جهل مفرط بتعاملهم مع أبنائم، لكن طوبى لهم من تمكنوا من تخطي آلامهم وبر والديهم رغم كل الظروف.
    جعلنا الله جميعا من البارين بآبائهم ورقنا واياهم الجنة.

    ردحذف
  14. و الله اتعقدت كتير بعد ما قرأت التحفة دي
    الحمد لله على نعمة والدي
    بس انتي موهبة جبارة خلتيني أكره نفسي و كنت هقوم أنتحر بالراحة علينا احنا مساكينمش قد الكلام

    ردحذف