الله..
أفلح من وجد الله.. وأين أجد الله؟
عليّ أن أعترف أن علاقتي بالله هشّة ومشوّشة المعالم.. ربّما لأنها لم تبدأ بداية صحيحة وجليّة.. فالله في الطفولة هو الذي يعاقب بالنار إن أخطأت ويكافئ بالجنّة إن أحسنت.. وهو من قال هذا حلال وهذا حرام.. أمّا لم حرّم وحللّ.. ولم عليّ أن أصلّي.. فهذا أمر لم يفهمني إياه أحد!
والداي لم يحملا إجابة يوماً.. وأمّا المدرسة.. فقد تجرّأت يوماً وأنا طفل بالكاد أبلغ العاشرة وسألت معلّمي بكلّ براءة.. إن كان الله خالقي فمن أين جاء الله؟ وأين أجده؟ فما كان منه إلاّ أن عنّفني وأمرني أن لا أعيد ما قلته لأحد! وأنا لا أدري فيم أخطأت؟
نسيت أو تناسيت.. ومضت أيامي وأنا مسلم يصوم الشهر المفروض.. ويصلّي الجمعة.. ينام عن أغلب الصلوات.. يكذب إن دعت الحاجة.. ويخوض مع الخائضين..
لكنّ هذه الأسئلة لا تنمحي.. ومن حين لآخر لا بدّ أن تزورني.. وانضمت لها أسئلة أخرى.. الثواب والعقاب.. القدر.. فازدادت المسألة تشويشاً!
فوقفت مع نفسي لحظة.. وأنا اليوم قد قضيت من عمري ما قضيت.. ألا يجب أن أحسم الأمر؟ ألم يحن الوقت أن أجد جواباً..
أنا واثق أن هذا الكون لا يسير وحده.. وأن العدل منتصر في النهاية.. لكن عليّ أن أعرف.. كيف؟ وأين؟ ومتى؟ ولماذا؟
يا الله..
أنا عازم على أن أجدك.. وأعرفك.. وأعبدك.. عبادة حقّة.. لا عادة محضة..
أنا أعرف أنّ لك كتاباً.. سأقرؤه.. اجعل لي فيه هدىً..
أرشدني يا الله..