16‏/09‏/2012

قمر.. (8)

أربعون عاماً خلت من قرن مضى.. والعالم كما نعرفه قد تغيّر..

هناك مدرسة للبنين وأخرى للبنات.. وعيادة طبية.. ودار للبلديّة.. وصار للناس وثائق يتعاملون بها.. وازدادت الآبار.. وصلحت الزراعة.. وأخصبت الأرض.. وأخصبت البيوت.. و زاد العيال وطالت أعمارهم..

ولعبدالله اليوم خمسة صبيان وصبيّة.. ولعليّ ثلاث صبايا.. زينب.. والتي تضاهي أمها جمالاً.. هاجر.. صوت العقل في العائلة.. و زهرة المدللة.. والتي في الغالب لا تصلح لشيء..

لكن شيئاً واحد لم يتغير.. ولا أمل في أن يتغيّر.. ما في نفس علي تجاه خاله.. ما زال عليّ غاضبا رغم السنين.. وما زال يرمي ما في نفسه في وجه قمر كلّما سنحت الفرصة.. وما زالا يتشاجران.. هو لا يطيق أبوها.. وهي لا تطيق إهانة أبيها..
وما زال عليّ يبحث عن مخرج مما هو فيه.. حتى وجد..  

أقيم معسكر إنجليزي على أطراف القرية.. ودعا المجنّدون الشقر الفلاّحين للعمل لديهم.. هم بحاجة لعمالة.. من ينقل أحجاراً.. ويساهم في شقّ طريق.. حتى أن البعض تكلّم عن بناء مطار للطائرات! 
والأجر.. لا بئس به.. قرشان أو ثلاثة لليوم.. وبإمكانك أن تشتري ما تريد.. فبالمال تشتري القمح والعدس بدلاً من أن تزرعهما..
أدار عليّ الأمر في رأسه.. واتخذ القرار.. قال لقمر..
- راح اتركلكم الأرض اشبعوا فيها.. خلي أبوكي وأخوكي يزرعوها بدل ما هم شاطرين يضحكوا عالناس..
اللعنة! كيف يتجرّأ على والدي هكذا؟
وتشاجرا من جديد..

لم يلق لها علي بالا ونفـّذ ما في رأسه.. وهكذا توقف فجأة عن الذهاب لأرضه..
وماذا عسانا أن نفعل.. قد جُن الرجل.. وسيغضب أبي كثيراً.. أعينيني يا أمّاه!
قالت فاطمة.. إن حماقات الرجال كثيرة.. دعيه وما هوى.. فليفعل ما يريد.. لاتصعّدي الأمر.. فلربّما غضب وطلقك! دعي خلافات الرجال للرجال..

ولمّا علم والد قمر أسرع للحقل فلم يجد عليّا.. وأسرع لبيته فأكدت قمر الأمر.. وغضب كثيراً.. واعتبر الأمر عصياناً.. لكنّ علياً ببساطة.. لا يأبه لغضب أحد.. وخاله لن يكلّمه حتى يعود عمّا فعل.. وهو لن يأتمر بأمر أحد..
وهكذا.. توقفا عن الكلام.. وستدوم هذه القطيعة عدد سنين!

هناك 11 تعليقًا:

  1. :-( :-( :-(

    متابعين...

    كمّلي...

    بحيرة البجع

    ردحذف
    الردود
    1. راح أضلني أشكرك عالمتابعة.. يا أحلا بجعة :)

      حذف
  2. **و زاد العيال وطالت أعمارهم.

    إلها معاني كتييييييييييرة,, ستي كتير راحلها أطفال من ورا قلة المعرفه في الأمراض وعزو كل شي للعين والشر



    *** زهرة المدللة.. والتي في الغالب لا تصلح لشيء..

    هههههههههه,, فعلن هاي تركيبت هداك الجيل,, بالزااااااابط


    بالأخر مابتروح غير على الوطاه " الأرض"
    الكل بتتطاوش عليها وعشانها وبخلال هيك فتره ما حدن بحرثها أو برعاها

    ردحذف
    الردود
    1. زمان كانت العائلات مثالية! من كثر ما الأمراض بتروّح ولاد العيلة بيضل عندها ولدين أو ثلاثة, بعد التطور والعلم صارت العيل عشرة واطنعش.. هاي مساوئ التطور :)

      الكل في قصة الارض اله حق وعليه حق, بس ما حدا مستعد يفهم الثاني أو يتنازل للثاني, والأرض بتستنى.. الله يعلم شو مصيرها؟

      شكرا لمتابعتك :)

      حذف
  3. متابع

    ردحذف
  4. كملي....كملي...ولّعت شكلها :$

    ردحذف
  5. من جديد...

    المشاكل و الخناقات
    و القطيعة ...

    بس مع كل السلبيات من جديد

    هناك

    شوق و رجوع ؟

    للأرض و للأمل و للمشاعر الحلوة الأولى؟

    أتمنى :)

    عد يا علي ... عد :)

    ردحذف
    الردود
    1. وأنا أتمنى عسى أن تكون العودة قبل فات الأوان.
      تحياتي

      حذف
    2. بالانتظار :)

      "كلنا"

      حذف