08‏/09‏/2012

قمر.. (6)

غمّة وكآبة تلف عليّـاً منذ شهور..
هل حزن لأن عبدالله قد سبقه إلى الزواج؟ أم شعر بالغيرة؟
- هم مفكرين إني زعلان لإنه عبدالله تزوج وأنا لأ.. بس أنا مستفقدله لعبدالله!
بهذا أسرّ علي لقمر.. فأومأت برأسها موافقة.. هي أيضاً تفتقده! 

علينا أن نطمئن باله.. فهو سائر صوب هذا الطريق لا محالة.. 
علي.. أنت غال ٍعلي.. سأزوّجك أحلى البنات.. سأعطيك قمري.. فقط انتظر عامين أو أقل بقليل.. حتى تكبر قمر..
استعدّ من الآن.. ربما انشغلت بإصلاح بيت والديك.. ابتسم علي.. على أمرك يا خال.. 

 فرحت قمر وتأهب علي.. ودون أن نشعر.. مضى الزمن.. وحان الميعاد.. وناداه خاله من أجل حوارٍ جادّ..
- بتعرف يا خالي إنه قمر غالية علي.. ما كنت راح بعطيها لأي حد.. وبنتي الغالية مهرها غالي.. وبتحكي فيه الناس.. الأرض اللي ورثتها عن أهلك..

اصفرّ علي لهول ما سمع..

- ما تخاف يا خال.. ما الأرض بتظل في عيلتنا وإنت اللي راح تزرعها..

كان عاجزاً عن النطق ولو بكلمة..

من أجل من سأزرعها؟ من أجلي أم من أجلك؟
ثمّ كيف تكون أرض أهلي مهراً لابنتك؟ هي ليست غالية لهذا الحد.. أنت ببساطة تريد الاستيلاء على أرضي.. 
لكنّ خالي رعاني في يتمي وأنفق علي.. تباً! لم ينفق علي.. ألم نعمل سنيناً ونـَطـْعم جميعاً من كدّ هذا الحقل..
ماذا عساني أن أقول؟ لخالي فضل علي.. بل كانت رعايته لي واجبة.. تبا! ألا أتزوّج أي بنت أخرى؟

ما زال عاجزاً عن النطق..
فتركه خاله حتى يفكّر بالأمر..

شعر بالاختناق.. عجز عن النوم.. وقبل أن ينفلق الصبح كان أمام بيت عبدالله.. أسرّ له بالخبر.. علّه يجد له مخرجاً..
لم ينزعج عبدالله ولو نصف انزعاج علي.. وماذا عسانا أن نقول لخالي.. وكيف نتجرّأ على أن نرفض طلبه؟ ومنذ متى يتجرأ الأبناء على والديهم..
تباً له.. ليس بوالدي.. وتباً لك.. أليست أرضي وأرضك؟
أم لأنك تزوّجت أرضاً وبيتاً ما عاد شيء يهمّك.. أحمق.. بعت نفسك لحموك..

غادر عليّ على غير هدى وغشاوة تعمي بصره وغمّ يثقل صدره.. وألقى بهمّه على فأسه.. وانتقم من تراب أرضه..

في المساء كلّمه خاله بالأمر من جديد..
ما زال عاجزاً عن النطق.. مع أنه يريد أن يقول الكثير..
لم يعرف ماذا وماذا سيقول.. لكنّه يعرف ما وجب عليه أن يقول..
استجمع شجاعته.. وببعض كلمات نطق..

على أمرك يا خال..

ثمّ هرع إلى خارج الدار.. واغرورقت عيناه بالدموع..  

هناك 10 تعليقات:

  1. هسا صارت القصه أردنيه بحت... بإنتظار ما يعمله علي. شكله قد حاله ومش قليل...

    ردحذف
    الردود
    1. هههههههههه, اتذكرت مسلسلات ربيع شهاب والمسلسلات البدوية تاعت (بدي حقي يا عمي) :)
      تحياتي.

      حذف
  2. أظنه فهم الخال خطأ ً (أتمنى!)

    لأنو غير هيك علي مش حيجيبها لبر الظاهر!!

    ردحذف
    الردود
    1. الله أعلم شو ناوي علي وشو ناوي خاله؟
      خليك متابع التكمالة.

      حذف
  3. لأ لأ...

    صورة الأب الحنون اللي خالف العرف وكان يكن كل هذا الحب للبنت...

    بدو يطلع بحبها مشان يبيعها مقابل مهر؟

    لاااااااااااااء :-(

    يللا يللا...

    بحيرة البجع

    ردحذف
    الردود
    1. أنا راح أتركها للقارئ وكل واحد يختار التحليل اللي بده لنية علي ونية خاله.
      نشوفك على خير في البوست الجاي :)

      حذف
    2. فكرت راح اتركها للقارئ انو خلص ما حتكملي...كنت حرن عليكي بنص الليل اعملك حفله :)

      حذف
    3. والله مجنونة وبتعمليها :)

      حذف
  4. ضاعت قمر اللي زرعو علي بعقلها و بقلبها بالنص :(

    مش كتير مرتاحيتله هالخال - حتى لو طلع ذو نوايا حسنه-...لنشوف شو بدو يعمل بالعيله

    ردحذف
    الردود
    1. وأنا زيك حابة اعرف شو راح يطلع/ يعمل :)
      تحياتي

      حذف