ربما كانت قمر في الثامنة لمّا ولد الصبي الجديد.. والذي قـُدّر له أن يعيش أعواماً وأعوام.. ربما سيعيش حتى يبلغ المئة عام.. ما زال حيّا حتى الآن!
زاد عدد الذكور واحداً.. أبي الشيخ وعلي وعبدالله وهذا أخي حسن..
لحظة! ففي غمرة احتفائنا بقمر سهونا عن علي وعبدالله..
كانا شابين يافعين.. يخرجان صباحاً يعملان في الحقل.. ويعودان وقت المغيب يتناولان مع العائلة العشاء.. وينامان في صحن الدّار..وكانا لي أخوين.. هكذا اعتقدت قمر..
إلّا أنّ عقيدتها هذه اهتزّت لمّا نادا الناس والدها بأبي حسن.. كانت تدرك أنّ الآباء ينادون بأسماء أولادهم.. ولكن لم لا ينادونه بأبي علي؟ أو أبي عبدالله؟
سألت أمّها: يمّه، مش علي وعبدالله إخواني؟
- لا مش إخوانك. علي وعبدالله أولاد عمتك زينب، ماتت ومات زوجها، علشان هيك عايشين معانا..
حسناً.. انكشف اللّغز..
تعافت فاطمة من آثار الولادة.. وكانت قد ربحت بعض النقود.. هدايا من أجل الصّبي الحسن.. فوضعت سلّة هائلة من القش فوق رأسها.. وجذبت قمر من يدها.. وخرجتا إلى السوق..
السوق.. ما أجمل السوق! المئات من الناس.. نعم المئات.. من هذه القرية وممّا حولها.. افترشوا الأرض مع بضائعهم.. ومن الغرباء من نصب خيمته ليقضي ليلته.. وغداً صباحاً يبارك رحلته وبيعته بزيارة المقام..
خيوط حرير.. حلوى.. قماش.. أصواف.. برتقال.. عدس.. تمر.. الكثير الكثير.. ما أجمل السوق! أبهى من العيد.. أريد من هذا ومن هذا.. قالت قمر..
هناك رجل يعرض بضاعة غريبة.. جزمة عسكرية بساق طويل.. لبسها الرجل.. وتمشى بها يستعرض ثباتها ومتانتها.. ويمتدح دفأها شتاءً ومقاومتها للأوحال.. ليست كالتي يلبسها أبي.. لم لا نشتري له واحدة؟ لا.. كان الجواب.. ولم لا؟
- هاي زي اللّي بيلبسوها النّجليز.. بيبيعونا أغراضهم.. وبعدين بيعملوا على دورنا غارة وبيقولولنا إنتو سرقتوهم..
اللّعنة! ما هؤلاء النّجليز؟ يبيعوننا شيئاً ثمّ يتهموننا بسرقته!
تذكرت قمر فجأة تلك القرود التي تحدّث عنها الخال محمد.. لم تكن قمر قد رأت إنجليزياً واحداً بعد.. لكن.. وعندما ستراهم.. ستدرك أنهم بشر مثلنا.. لكنّهم.. شئنا ذلك أم أبينا.. كانوا سلطة حاكمة!
زاد عدد الذكور واحداً.. أبي الشيخ وعلي وعبدالله وهذا أخي حسن..
لحظة! ففي غمرة احتفائنا بقمر سهونا عن علي وعبدالله..
كانا شابين يافعين.. يخرجان صباحاً يعملان في الحقل.. ويعودان وقت المغيب يتناولان مع العائلة العشاء.. وينامان في صحن الدّار..وكانا لي أخوين.. هكذا اعتقدت قمر..
إلّا أنّ عقيدتها هذه اهتزّت لمّا نادا الناس والدها بأبي حسن.. كانت تدرك أنّ الآباء ينادون بأسماء أولادهم.. ولكن لم لا ينادونه بأبي علي؟ أو أبي عبدالله؟
سألت أمّها: يمّه، مش علي وعبدالله إخواني؟
- لا مش إخوانك. علي وعبدالله أولاد عمتك زينب، ماتت ومات زوجها، علشان هيك عايشين معانا..
حسناً.. انكشف اللّغز..
تعافت فاطمة من آثار الولادة.. وكانت قد ربحت بعض النقود.. هدايا من أجل الصّبي الحسن.. فوضعت سلّة هائلة من القش فوق رأسها.. وجذبت قمر من يدها.. وخرجتا إلى السوق..
السوق.. ما أجمل السوق! المئات من الناس.. نعم المئات.. من هذه القرية وممّا حولها.. افترشوا الأرض مع بضائعهم.. ومن الغرباء من نصب خيمته ليقضي ليلته.. وغداً صباحاً يبارك رحلته وبيعته بزيارة المقام..
خيوط حرير.. حلوى.. قماش.. أصواف.. برتقال.. عدس.. تمر.. الكثير الكثير.. ما أجمل السوق! أبهى من العيد.. أريد من هذا ومن هذا.. قالت قمر..
هناك رجل يعرض بضاعة غريبة.. جزمة عسكرية بساق طويل.. لبسها الرجل.. وتمشى بها يستعرض ثباتها ومتانتها.. ويمتدح دفأها شتاءً ومقاومتها للأوحال.. ليست كالتي يلبسها أبي.. لم لا نشتري له واحدة؟ لا.. كان الجواب.. ولم لا؟
- هاي زي اللّي بيلبسوها النّجليز.. بيبيعونا أغراضهم.. وبعدين بيعملوا على دورنا غارة وبيقولولنا إنتو سرقتوهم..
اللّعنة! ما هؤلاء النّجليز؟ يبيعوننا شيئاً ثمّ يتهموننا بسرقته!
تذكرت قمر فجأة تلك القرود التي تحدّث عنها الخال محمد.. لم تكن قمر قد رأت إنجليزياً واحداً بعد.. لكن.. وعندما ستراهم.. ستدرك أنهم بشر مثلنا.. لكنّهم.. شئنا ذلك أم أبينا.. كانوا سلطة حاكمة!
إنجليز... يااااه بعدها ما تهجرت هالقمر
ردحذفبرضو ,,, كمليييييييييي
بتسلم عليكي قمر وبتقولك انه ماشيين حسب التسلسل التاريخي احنا :)
حذفممتاز...
ردحذفلا زال شوقنا يزيد بانتظار التتمة...
متابعين :-)
بحيرة البجع
شكرا للمتابعة :)
حذفمرحبا كيكي ...
ردحذفما شاء الله عيني عليكي باردة، بس اسلوبك في السرد صاير اكثر من رائع
إلى الأمام كيكي
واذا القصة كاملة مكتوبة عندك ياريت تنشريلنا كل يوم جزء، اما اذا لاء فعلى راحتك
:)
يعني المدونة نوّرت :) وهاي شهادة أنا بعتز فيها خاصة إذا كانت منك :)
حذفوالله القصة موجودة كاملة بس في مخيلتي لسه ما كتبتها, بس راح أحاول ما أتأخر وكل يومين ثلاث بنزل بوست.
تحياتي
أتى الذكر!
ردحذفهممممممم
و كذا الإنجليز
*بالانتظار*
سيأتي المزيد والمزيد.. خليك متابع..
حذفالكيل بمكيالين
ردحذفاذا كانت المقدمه بهذه الروعة فما بال البقية التى نحن بانتظارها فى لهفة وشوق وهل ستكون عاجلة او آجلة
سرنى رواءك فاسرعت بالانضمام الى متابعينك وارجو ان تفعلى المثل لنتواصل فى اعمالنا
شكرا لتواجدك هنا ونتشرف بمتابعتك. وبالتأكيد سنكون على تواصل.
حذفدمت بخير
Hey!
ردحذفI have nominated u for the Beautiful Blogger Award. :)
U need to:
- Copy the Beautiful Blogger Award logo and place it in your post,
- Thank the person who nominated you and link back to their blog,
- Tell 7 things about yourself,
- Nominate 7 other bloggers for their own Beautiful Blogger Award, and comment on their blogs to
let them know.
http://sheeshany.wordpress.com/2012/09/04/beautiful-blogger-award-me/
حلو السرد التاريخي مع الخرافي مع التراثي ...كله ع بعضو روعه...
ردحذفوهينا بالانتظار ما تطوليش علينا...وبالنسبه للسوق ...أه ما أجمل السوق ! خصوصاً لما يكون مع الواحد مصاري زياده :))
big like للسوق :) بس من وين المصاري؟
حذفتحياتي.