07‏/11‏/2011

نعيمة... (4)

في الباب طارق.. أول خاطب..  لي؟ أنا أتزوج؟ حسناً.. لم أكن بحاجة لأتساءل كثيراً.. أو أفكر كثيراً..
رفض أبي وعارض بشدّة.. الأول فالثاني فالثالث فالخامس عشر.. لم أعتد أن أسأل.. لكنني أستخلص الإجابة.. ربما خاف أبي أن يفوته رزقي.. ربما خاف على نفسه.. أو خاف على إخوتي.. لمن سأتركهم؟ بطبيعة الحال لم أكن لأتركهم..

لكن.. أن يعارض زواج شقيقاتي.. فهذا كثير.. لا يوجد مبرر واحد.. أبداً.. وما كنت لأدعه ينتصر! واجهته.. حاصرته.. ضيّقت عليه الخناق.. بكل أقاربي ومن كل الجهات.. وافق مرغماً.. 

انتصرت.. ولكن.. هذه المرة للنصر ضريبة .. ارتحلوا.. جميعاً.. واحداً تلو الآخر.. الدار خاوية..
تُرى.. لو وافق أبي على زواجي؟ بالتأكيد كنت سأرفض.. ماذا لو أصرّ؟ كنت سأتمنّع.. ماذا لو أمرني وشدّد علي.. كنت سأرضخ.. كنت سأدعه ينتصر.. هذه المرّة.. لكن.. لم يأمرني أبي.. ويا ليته فعل..


واساني الأصدقاء.. كنت كالشمعة احترقت لتنير درباً لهم.. قمة التضحية.. أم قمة الغباء؟
تباً.. لقد احترقت!.. وأنا اليوم وحيدة.. 


- يتبع -

هناك تعليقان (2):

  1. هلا عرفت ليش ام نعيمه انجلطت وماتت صغيره...

    لو لم تضحي نعيمه لكانت اصبحت نسخه ثانيه من ابوها الاناني....

    يعني أما ان تكون غبيه او تكون انانيه؟

    ردحذف
  2. كثير هم مَنْ يربطون بين التضحية والغباء..!!
    وانا أراهم على حق..

    كانت لنعيمة انتصارات كثيرة على مدار الأحداث التي مرت وتمر عبر حياتها...
    لكن للأسف فما خلفته انتصاراتها يُمثل أقل بكثير من حياة كريمة أو عادية..
    فهي كانت كمَنْ يواسي هزائمه بلفظٍ يحوي بالانتصار...!!

    كانت شمعة خلف احتراقها ظلمة الوحدة والمرار...

    مؤلمة الكلمات هنا
    تلامس القلب

    ردحذف