أنا اليوم في العقد الخامس من العمر.. عدا عن كوني وحيدة..
حسناً.. عشت أماً لأولاد ليسوا بأولادي.. وجدة لأحفادي ليسوا بأحفادي.. ورعيت أبي شاباً وعجوزاً.. وقد ارتحل الآن.. لعالم آخر.. لن أتكلم أكثر عنه.. غفر الله لي وله..
وهل يدوم هذا الصمت؟ ربما سُمعت مناجاتي.. في الباب طارق.. ربما هو آخر طارق.. زوج بلا زوجة.. وبضعة أيتام.. أن أكون أماً لأيتام.. هذا عمل أجيده..
عارض من عارض.. رفض من رفض.. لماذا؟ في هذه السن؟ لم لا؟
أريد أن أجرّب.. ولو لمرة واحدة.. ألا يحق لي أن أجرّب؟
كعادتي أنتصر.. رغم أنوف الساخرين.. كيف تبدو خمسينية في ثوب الزفاف!.. اشتريته على أية حال.. ارتديته.. فرحت ورقصت.. وبكيت.. وارتحلت..
وصلت داري الجديدة.. وتملكني الرعب.. أهو رعب العروس الجديدة؟ دخلتها بتثاقل.. مشيت بتأنٍّ حتى باب غرفتي.. وقفت.. تأملتها.. جدرانها البيض.. فراشي الجديد.. وانتصبت أمامي.. خزانتي الجديدة..
آهٍ يا خزانتي.. تُرى.. أيكون مصيرك كما الخزائن الأخرى؟ تُرى.. هل أرجم بالحجارة؟ أينتصرون علي؟ هذه حرب لا طاقة لي بها...