12‏/05‏/2012

ثلاثون.. (8)

عن الحريّة والسعادة..

أيكفيك أن تولد حراً بموجب بند في القانون لتستحق وصف الحريّة؟
وما هي الحريّة؟
أليست الحريّة أن تتخذ القرار وحدك دون قيد أو شرط أو ضغط؟

فماذا تسمّي إذاً مقالة لا تفعل هذا ولا تصادق هذا.. لا تكلّم هذا ولا تأكل هذا..
لا تشتري هذا وإيّاك أن تردّ جواباً لهذا..
ماذا تسمّي اختيار والديك للون ما تلبس وإن كان لا يعجبك.. واختيار لون ما تدرس وإن كان لا يسعدك؟
ماذا تسمّي اضطرارك لتقوم بما يسعد الناس وتكلّمك بما يرضي الناس؟
وأين رضاك وسخطك من كل ما تفعل؟

أنت مشدود من رقبتك بمئة رسن و رسن.. والكل يشدّك من ناحية..
الكل يختار لك.. الكل يريد لك أن تقوم بما قام به وتحذو حذوه..
ولم لا؟ فقد اعتاد الناس هذا وذاك.. وصار كل ما نقوم به عادة وتقليد..
صار الناس نسخة واحدة.. الكل يشبه الكل دونما تفكير أو تجديد..
هل نحن أحرار أم عبيد؟

فماذا لو أردت أن آتي بما لم يأت به السابقون.. ولو أردت أن أقوم بشيء جديد؟
حاش لله.. هل تخرج عن طاعة الجماعة؟.. هل تخرج عن طريقة الناس؟
قد يغفر الله لك هذا الذنب.. فالله يغفر الذنوب.. أمّا الناس فقلّما ما تغفر..

تخيلّ..
أنت متفوق في الدراسة ولكنّك لا تريد أن تصبح مهندساً أو طبيب.. رياضي مثلاً!
مجنونٌ بالتأكيد..
عمرك ثلاثون.. وتملك المال.. لكنّك لا تريد أن تتزوّج الآن!
معطوبٌ بالتأكيد..
تريد أن تصل مكان عملك راكباً درّاجة لا سيّارة..
عوّض الله على من أنجبوك!

وإن سألت الناس هل أنت سعيد في حياتك.. أجابك أغلبهم بـ لا..
كيف أكون سعيداً وأنا لست بحرّ.. أليست السعادة هي الرضا؟
وكيف أرضى عن ما أجبرت عليه؟
وما السبيل لكي يفهم الناس أنني قادر على الاختيار.. وأنني راغب في الاختيار..
وأن هذا شأني وحدي ما دمت لا أؤذي أحد.. أو أعتدي على حقّ أحد!