21‏/10‏/2012

قمر.. (15)

ما هذا البلاء؟
ألم أكن بالأمس مدلّلة؟ وكنت عروساً؟ وكنت أجمل البنات؟ وكان لي بيت؟ وحياة؟
سأخرج للعمل.. وأعول أهلي.. سأقتلع عشباً ضارّاً.. أو أحصد قمحاً.. أو أقطف زيتوناً وليموناً.. وليكن ما يكون.. أعرف أنّ أبي لا ييأس.. وأنا كذلك لن أيأس..

الأمر منوط بك يا الله.. أن تدفع عني هذا الهمّ.. أن تعينني على هذا الشقاء.. أن تصبّرني على قيظ الشمس.. والسعي قبل الفجر.. وطول النهار.. أن أتحمّل خشونة يدي.. والتجاعيد التي استراحت جنب عينيّ.. أن يتسع صدري لكلّ ما غرق فيه من الوجع والأحزان.. أن أتقبّل الجوع والعوز.. وطول الأيام.. فالأيام تمرّ علي ثقال.. وكأن عجلة الزمان قد توقفت الآن.. أنتظر تبديل الحال.. وما يتبدّل الحال..

ومن بالباب يا بنات؟
خالي محمد.. عزيز يا خال.. لم أرك منذ زمن يا خال..
جئتني شفيعاً؟
من أجل من؟
أولاد عبدالله؟ وماذا يبغون؟
بناتي؟ مستحيل.. أنت تعلم أن علياً أقسم أن لا يزوّجهم.. علي لعنهم وطردهم.. 
- بس علي مات.. وفكري بحالك وبحال هالبنات.. أولاد عمهم أولى فيهم.. وتسعي على اثنين أهون من ما تسعي على خمسة.. فكري يا خال.. فكري..

أهكذا إذاً.. هذا ما أرسلت لي يا الله؟ خير هذا أم شر؟ أم زيادة همّ وغمّ؟
أقسم الجميع أن الأمر خير.. وسينزع عني عبئاً كبيرا..
لكنني لا أطيق الفكرة.. هل في هذا عصيان لك يا عليّ؟ 
أين أنت منّي يا عليّ؟ وكيف أتصرّف دونك؟
فأنا تعبة..
وأنا مضطرة..
وإن وافقت؟
سامحني يا عليّ..
سامحني يا عليّ..

هناك 4 تعليقات:

  1. كياله
    ما شاء الله عليكي جد انتقاء الكلمات و طريقه الوصف بمختصر الكلمات بتنقلنا من عالم القراء الى عالم المشاهده

    شايفينها بالمها و بحزنها...بالعلامات اللي خطها الزمن على وجهها

    شكلها حتزوجهم .. الحمل ثقل اكثر مما ﺗﺘﺤﻤﻞ

    ردحذف
    الردود
    1. هي راح تزوجهم لانها في موقف ايديها مربطة وما حد مساعدها ولا مهون عليها.
      الله يسعدك يا رب، جد انتي هيك بتشجعيي، خاصة اني مرات كثير بحس اللي بكتبه بايخ وسخيف وبحكي لحالي انا ليش بكتب اصلا؟
      يسعد مساكي

      حذف
  2. صحيح كلامك الواحد بفقد الثقة وما بصدق بالحكمة من وراء الأمور. وخاصة لو ما كان متعود على المواقف الصعبة، واحيانا بنتمنى وبنحلم بتدبير بس تدبير ربنا ممكن يختلف، وهو أكيد أفضل
    تحياتي
    وشكرا لمداومتك القراءة هنا

    ردحذف